تعرّف جرائم الحرب على أنها أي نوع من أنواع الانتهاكات أو التجاوزات التي تودي بحياة البشر و بطريقة بشعة لا تكترث بأرواح الناس و لا تأخذ بعين الاعتبار أي قيمة من قيم الإنسان، سوى أنها تأخذ اعتباراً فقط لأنانيتهم و نزعاتهم و نزواتهم و مصالحهم الشخصية و الخاصة فقط. و هذه الجرائم هي الجرائم التي عاقب عليها القانون الدولي.
بدت الحاجة ملحة إلى وجود تحديد للانتهاكات أثناء الحروب في بدايات القرن العشرين، حيث بدأت عملية تقنين الجرائم، و تطورت إلى أن جاءت محكمة نورنبرغ و التي حددت جرائم الحرب بأنها تلك الجرائم والانتهاكات التي تنتهك حرمة قوانين الحرب المشرعة، والتي تتضمن عملية قتل العزل والمدنيين أو إهانتهم أو قتل الأسرى أو الرهائن أو أي تدمير ليس له داع أو ليس ضروري. و حتى وصلت عملية تقنين جرائم الحرب إلى ما وصلت عليه. حيث أن هذه الجرائم تقتضي أن يعاقب الإنسان على كل ما ارتكبته يداه من جرائم و من فظائع، لهذا فالعالم أجمع يلاحق الطغاة و القتلة إلا بعض القتلة ممن لهم حصانة دولية كالإسرائيليين مثلاً !!!
تتعدّد أنواع و أشكال الجرائم الدولية، فهناك الجرائم التي تكون ضد السلام، و هي الجرائم التي تتضمن خرقاً لمعاهدات السلام عن طريق تجهيز الجيوش لبدء حملة عدوانية على الآخرين أو المشاركة في الإعداد لهذه المؤامرات و ما إلى ذلك. و هناك أيضاً الجرائم ضد الإنسانية، و هذه الجرائم هي التي تشمل - على سبيل المثال – جرائم مثل التعذيب والقتل والتهجير والإبادة والإرهاب والاستعباد والاعتقالات والاضطهادات لما هى اسباب متعددة ومتنوعة أو أي عمل يقترف ضد المدنيين العزل. إلى ذلك فهناك جرائم الحرب التي تنتهك القوانين المعمول بها في حالة الحروب، أو لما تعارفت عليه كافة الأمم والشعوب وغيرها.
لا يمكن اعتبار الحرب أنها نزهة كما يظنها العديد من الناس ممن يطالبون بتوسعة الحرب أو ممن يظنون أن الأصل في العالم هو الحرب، وأن السلام هو الاستثناء، وهذا الفكر موجود وهو مسيطر على عقل العديد من الناس، إذ أنهم يفترضون أن الأفكار تنتشر بالقوة، وهذا النوع من الفكر هو فكر كارثي للأسف الشديد، يجلب الويلات عل الأمم والشعوب كافة، إذ إنه لا يخفى على أي إنسان عاقل مساوئ الحرب خاصة في زمن أصبحت الكلمة الفيصل فيه هي للقنابل والأسلحة النووية، فعن أي حرب تتحدثون أيها العقلاء ؟!