سبب غزوة أحد
من المعارك المهمّة التي حدثت في التّاريخ الإسلامي معركة أحد التي كان فيها الكثير من العبر على الرّغم من النّتيجة المؤلمة التي انجلى عنها غبارها، وقد حدثت تلك المعركة بعد سنةٍ من الغزوة الكبرى التي انتصر فيها المسلمون على الكفار وهو معركة بدر، فلم تنس قريش ما أصابها من وجع نتيجة الهزيمة التي منيت بها في هذه المعركة فقد مرّغ المسلمون أنف كفّار قريش في التّراب حيث قتل صناديد الكفر وعلى رأسهم أبو جهل وأصبح للمسلمون هيبةً في نفوس أعدائهم، وبقيت تلك الهزيمة تثير في نفوس كفّار قريش الحزن والرّغبة في الثّأر، فكانت هند بنت عتبة التي فقدت كثيراً من أقاربها تقضي الليالي الطّويلة تفكّر في أن تنال ثأرها من أسد الشّهداء حمزة بن عبد المطلب الذي قتل أبوها وأخوها في بدر، فاختارت عبدًا حبشيًّا اسمه وحشي نفذ لها ما أرادت في معركة أحد، فمتى حصلت تلك المعركة؟، وتعرف على ما هى أسبابها ونتائجها ؟ وتعرف على ما هى الدروس التي ترتبت عليها ؟.
أحداث غزوة أحد
حصت معركة أحد في اليوم السّابع من شهر شوال في السّنة الثّالثة للهجرة الموافق لسنة ستمئة وخمس وعشرين ميلادي، وقد كانت البداية حينما حشدت قريش ما يقارب من ثلاثة آلاف مقاتل من بني كنانة والأحباش وثقيف، وقد توجّه جيش الكفّار إلى المدينة للانتقام من المسلمين، وما إن تناهى خبر القوم إلى الرّسول عليه الصّلاة والسّلام ويقال أنّ العباس بن عبد المطلب عمّ الرّسول هو من أخبر المسلمون بذلك، فاستنفر المسلمون وجهّزوا جيشًا لملاقاة الكفّار، وقد كان المسلمون منقسمون في رأيهم بين من رأى أن يبقوا في المدينة لحمايتها وهو رأي الأنصار وبين من رأى أن يخرجوا لملاقاة الكفار خارج المدينة وهو رأي حمزة بن عبد المطلب وجماعة من المهاجرين، فاستقر الرّأي على أن يخرجوا فخرجوا ليتمركزوا في مكان يستقبلوا فيه المدينة ويكون جبل أحد من خلفهم، وقد كلّف النبي خمسين رامياً بالبقاء على جبل مناة حتى يحموا ظهور المسلمين.
عندما بدأت المعركة أبلى المسلمون بلاءً حسنًا وأثخنوا في الكفّار الجراح، ثمّ ظنّ المسلمون أنّ المعركة انتهت وعندما رأوا الغنائم نزل معظم الرّماة من الجبل ليستغلّ الكفّار ذلك وينقضّوا على المسلمين ويحاصرونهم، وقد تعرّض النّبي لهجوم نفرٌ من الكفّار فشجّ رأسه وكسرت ثنيّته حتّى سرت شائعة أنّ النّبي قد قتل فزاد ذلك المسلمون غمًّا إلى غمّهم حتى أنزل الله النّعاس أمنةً عليهم.
قد كانت نتيجة المعركة استشهاد ما يقارب سبعين مسلمًا، وكان من دروسها وعبرها الكثير وأبرز درس هو وجوب طاعة قائد المعركة وعدم مخالفته، وفضيلة الثّبات في المعركة وعدم الالتفات إلى الشّائعات.