غزوة الخندق
معركة الخندق أو كما تعرف أيضا بمعركة الأحزاب، هي من أهم الوقائع القتالية التي خاضها الرسول والمسلمون ضد الكفار، حيث تعتبر هذه المعركة من أخطر المعارك، كون المشركين حاصروا المسلمين في المدينة المنورة، بغرض القضاء على المسلمين عن بكرة أبيهم.
سبب وأحداث غزوة الخندق
السبب الرئيسي لهذه الغزوة هو أن يهود بني النضير كانوا قد نقضوا عهدهم مع رسول الله الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم، وحاولوا قتله والقضاء عليه، فحاصرهم الرسول والمسلمون بسبب خيانتهم ونقضهم العهد. وعلى إثر ذلك بدأ اليهود بالكيد للمسلمين، حيث بدأوا بتأليب القبائل العربية وتحميعها لأجل مهاجمة المسلمين والقضاء عليهم، فتقاطعت المصالح كلها مع بعضها البعض، حيث تجمع من معسكر المشركين كلا من قريش وكنانة، غطفان والتي ضمت بنو مرة، وفزارة، وأشجع، بالإضافة إلى سليم، وبنو أسد، ولأجل هذا أطلق عليهم اسم الأحزاب، حيث انضم إليهم يهود بني قريظة فيما بعد في خيانة يهودية أخرى.
عندما وصل خبر هذا التحالف إلى مسامع المسلمين جلسوا للتشاور مع قائدهم الأعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأشار عليه سلمان الفارسي بحفر خندق حول المدينة المنورة يمنع المشركين الأحزاب من دخول المدينة واقتحامها، وبالفعل عمل المسلمون على حفر هذا الخندق بكل ما أتاهم الله من قوة، فأتموا العمل قبل وصول المشركين، وعندما وصلوا تفاجؤوا به مفاجأة كبيرة، وضربوا حصارا على المدينة المنورة استمر قرابة ثلاثة أسابيع تقريبا، وقد تعرض المسلمون خلال هذه الفترة إلى أذى كبير بسبب الجوع، والتعب، والإنهاك.
تعرض المسملون خلال هذه المعركة إلى نقض آخر من قبل اليهود ولكن هذه المرة من قبل يهود بني قريظة، وقد تعامل رسول الله والمسلمون مع بني قريظة بحزم وقوة وشدة، حيث ساعد ذلك على التخفيف وانقاص من وطأة انضمامهم إلى المشركين، كما استطاع جيش رسول الله أن يقطع الإمدادات التي كان يتم إرسالها من اليهود إلى جيش الأحزاب، مما أضعف موقف بني قريظة بشكل كبير، وبعد أخذ ورد لمدة طويلة نسبيا من الزمن، وبعد أن استنفذ المشركون كافة الوسائل لأجل اختراق صفوف المسلمين، وبعد عدة محاولات ناجحة من جيش المسلمين، وبعد دعاء المسلمين الله تعالى بأن ينصرهم ويدحرهم خاسئين، شتت الله تعالى تجمعهم الماكر بان أرسل عليهم الريح العاتية التي اقتلعت خيامهم، ودحرتهم عن المدينة، كما بث الله تعالى الرعب في قلوبهم، وبعد انتهاء المعركة اقتص رسول الله والمسلمون من بني قريظة بسبب خيانتهم ومكرهم من المسلمين ، وبعد هذا الاقتصاص فرغت المدينة المنورة من كل اليهود الذين كانوا فيها، وصارت بكاملها للمسلمين.