الإنسان هو هذا الكائن صاحب الشأن ، وهو المخلوق الذي خلقه الله سبحانه وتعالى بيديه وكرمه على جميع الخلق ، وخلقه الله سبحانه وتعالى في أحسن تقويم ، فهو كائن ذو خلق جميل ، وهو كائن وعاقل ، متكلم ناطق ، أعطاه الله سبحانه وتعالى حواسا وملكات يستطيع بها أن يكون هو الخليفة في هذه الأرض.
أما إذا أردنا الحديث عن جسم الإنسان فنحن نتحدث عن تكوين الإنسان الكلي ، فهو لا يكون جسما بهذا الحسن والكمال إلا إذا تكاملت جميع أجزاءه وتفاعلت فيما بينها لتقيم هذا البناء الجسماني القويم.
يتكون جسم الإنسان من أصغر بنية أساسية ، وهي الخلايا التي تؤدي وظائف حيوية للجسم الإنساني على غاية من الأهمية وفائدة وتتجمع عدة خلايا في تكوين ما يدعى بالنسيج .
وتكون هذه الأنسجة التي تألفت من ملايين الخلايا ذات وظائف تتعلق بمكان وجودها ، فهناك الأنسجة الطلائية والأنسجة الضامة والأنسجة العضلية والأنسجة العصبية ... الخ ، وتجمع الأنسجة فيما بينها ضمن الوظائف المشتركة يؤدي إلى تكون العضو .
وفي جسم الإنسان العديد من الأعضاء التي تحوي الأنسجة والخلايا ، ومن هذه الأعضاء : العين التي نرى بها الأشياء عن طريق موصلات عصبية حسية إلى مركز الرؤية في الدماغ عن طريق ما يدعى بالعصب البصري ، ومن الأعضاء الأنف ؛ الذي به نشم روائح الأشياء عن طريق الأعصاب الشمية ، وهنالك اللسان للتذوق عبر أعصاب التذوق وبراعم التذوق الموجودة أعلى اللسان ، والأذن للسماع عن طريق الأعصاب السمعية ، كل هذه الأعضاء أمثلة نوردها للتوضيح وليس للحصر .
ولا ننسى الدماغ والقلب ، هذين العضوين اللذان يعتبران مركزا للتحكم والسيطرة ومضخة الدم ؛ سائل الحياة في الجسد والمحمل بالأكسجين لحياة الجسد وإنعاشه.
أما هذه الأعضاء مجتمعة فهي تشكل ما يسمى بالأجهزة ، فالجهاز هو تجمع الأعضاء ذات الوظائف المشتركة وتكاملها فيما بينها لتحقق جسدا يدعى بجسم الإنسان ، ومن هذه الأجهزة : الجهاز الهضمي ، الذي يعنى بالطعام والشراب وامتصاصه وهضمه عبر الأعضاء التي تستقبل الطعام ابتداء من الفم والأسنان التي تقوم بالعمليات الميكانيكية لتقطيعه إلى جزيئات صغيرة حتى بقية مكونات هذا الجهاز ، وهناك الجهاز العظمي الذي يشكل دعامة الجسد وحمايته والغلاف الصلب الواقي لهذا الجسد من المؤثرات الخارجية ، وهناك الجهاز العضلي الذي يتشكل حول العظام ؛ ليكسبها الشكل ويقوم بوظائف لا حصر لها ، والجهاز العصبي الذي يعد الناقل للأحاسيس على شكل إشارات ونبضات كهربائية ، والتي يتم ترجمتها عبر الدماغ إلى أوامر وتوجيهات ليتم اتخاذ الإجراء المناسب تجاه حدث معين ، أو الإحساس بشيء معين يتعين الإحساس به.
كل هذه الخلايا والأنسجة والأعضاء والأجهزة هي مكونات لهذا الجسم الذي يدعى جسم الإنسان.