مرض أو داء الحفر هو أيضا ما يعرف بمرض الإسقربوط أو ( scurvy ) كما يعرف بالإنجليزية، وهذا الداء يتميز بنقص في كمية فيتامين ( c )، أو فيتامين ( ج )، في الجسم بحيث تنتج عدة أعراض ومنها حدوث النزيف التلقائي، وقد يتأثر الهيكل العظمي للإنسان بشكل كبير مع هذا المرض، وأكثر من يصاب بهذا هم الأطفال من المواليد الجدد وكبار السن، ولكن بشكل عام فهو لم يعد شائعا جدا او منتشرا كثيرا فهو يحدث بمعدلات قليلة، كما ويعرف فيتامين ( c ) أيضا باسم حامض الأسكوربيك ( ascorbic acid ).
وقد عرف هذا المرض في الزمن القديم، حيث كثيرا ما كان يصاب به البحارة كنتيجة لعدم تناولهم الخضراوات والفواكه وغيرها من مصادر هذا الفيتامين، وبالتالي نقص مستواه في جسمهم والتسبب بأعراض هذا المرض، ويعتبر نقص الخضار والفواكه الحاصل في غذاء الإنسان من الما هى اسباب التي تؤدي إلى حدوث الإسقربوط وهذا ما يحدث مع كبار السن، وأما عن الأطفال من المواليد الجدد فقد تحدث إصابتهم بهذا المرض نتيجة لتلف فيتامين ( c ) في الحليب عند غليه بالماء أثناء التعقيم حيث يتأثر بالحرارة.
وما يحدث مع هذا المرض هو أن الجسم لا يعود قادرا على منح الالتئام للجروح والشفاء منها وذلك لعدم قدرة أنستجته على الترابط معا لذلك، وكنتيجة لذلك فإن الدم النازف من الشعيرات الدموية يتجمع تحت الأغلفة وهذا ما يعطي منظرا شبيها بالرضوض التي تكون زرقاء اللون تحت الجسم. وحالة النزف هذه لا تؤثر على عضو بحد ذاته بل هي قد تؤثر على اللثة، وبياض العينين، والجلد، والأمعاء، بالإضافة لتأثيرها على المثانة، والكلى وحتى على الهيكل العظمي. وبالتالي فإن تأثيره يكون مرئيا من خلال العلامات و دلائل الشبيهة بالرضوض التي تظهر على الجلد وكذلك تأخر شفاء الجروح وحتى البسيطة والسطحية منها، وكذلك نزف اللثة.
والتأثير ونتائج الناتج عن مرض الإسقربوط ونقص فيتامين ( c ) على العظام يكون بشكل كبير، لدرجة أن النزف الذي يحدث تحت غلاف العظام يشكل علامة مميزة في فحص وتشخيص هذا المرض. وحدوث النزيف في مناطق من العظام كوسطها يؤثر بشكل كبير على نمو هذه العظام، وكنتيجة لذلك فإن الكالسيوم يترسب في الغضاريف ويعطي شكل خطوط بيضاء تظهر عند أخذ صورة إشعاعية للعظم، ومع مرورو الوقت وفي ظل تواجد نزيف كبير في العظام يحدث وأن يتكلس هذا النزف، مما قد يؤدي لحصول لبس في عملية فحص وتشخيص هذا المرض والاعتقاد بأنه ورم في العظم عند أخذ صورة إشعاعية للعظم.
كما قد يتسبب هذا المرض بحدوث كسور لدى المصاب، وذلك لأن أنسجة الجسم ومنها أنسجة العظام تضغف ارتباطاتها معا ويكون فصلها سهل ويسير، والذي بدوره يزداد مع زيادة تدفق الدم، وزيادة الدورة الدموية. ومن المضاعفات الأخرى لهذا المرض حدوث هشاشة في العظام، فقر الدم، تشوه الأسنان وتخلخلها، تضخم اللثة ونزفها بسهولة، إلى جانب تكون العقد الغضروفية.