الطاقة الحرارية
تعدّ الطاقة الحرارية أحد أشكال الطاقة الأكثر شهرةً بين الناس والتي يعود إليها فضل كبيرٌ في التطوّر الذي نشهده في العصر الحالي على مستوى الطاقة والآلات المتطوّرة والصناعات التي نشهدها في الوقت الحالي، فيتمّ إنتاج معظم أشكال الطاقة التي نشهدها في الوقت الحالي عن طريق الطاقة الحرارية والتي يتمّ إنتاجها عن طريق حرق الوقود الأحفوريّ، ومن ثم تحويلها بطرقٍ مختلفةٍ إلى أشكال الطاقة الأخرى كالطاقة الكهربائيّة في محطات توليد الطاقة الكهربائية التي تعمل على الوقود الأحفوريّ، أو كما في محركات الاحتراق الداخليّ المستخدمة في وسائل النقل المختلفة والعديد من الآلات الأخرى، وفي المصانع أيضاً وغيرها.
طرق ووسائل انتقال الطاقة الحرارية
يعدّ علم انتقال الطاقة الحرارية أحد العلوم الهامّة جدّاً في العصر الحالي، والذي يتمّ دراسته بأدقّ تفاصيله لزيادة كفاءة الطاقة التي نقوم بنقلها ممّا سيسهم في زيادة كفاءة جميع الآلات الأخرى، وكما أنّ لكل علمٍ أساسياتٍ يرتكز عليها فإنّ علم انتقال الحرارة يعتمد على أساساتٍ معيّنة، وأحد هذه الأساسات وأهمّها هي الطرق ووسائل التي تنتقل بها هذه الطاقة الحرارية والتي تنقسم إلى ثلاث أقسام كما يلي:
التوصيل
لا بدّ أنّنا جميعاً قد لامسنا شيئاً ساخناً في يومٍ من الأيام وأحسسنا بالحرارة تنتقل إلى يدنا شيئاً فشيئاً كأنّها تزحف في داخلها، أو لامسنا طرف قطعةٍ حديديةٍ للنار كإبريقٍ وأحسسنا فيما بعد بالحرارة في طرف الإبريق البعيد عن النار.
يرجع التفسير في هذا إلى الطريقة الأولى لانتقال الطاقة الحرارية وهي الانتقال بالتوصيل، والتي تنتقل فيها الطاقة الحرارية عبر الأجسام الصلبة من المنطقة الأكثر حرارةً إلى الأقل منها وهكذا حتى تتساوى الطاقة في جميع الجسم فيتوقف انتقالها.
الحمل
أمّا التوصيل في الحمل فهو ما نستطيع من خلالها تفسير انتقال الطاقة الحرارية في الموائع المختلفة (السوائل والغازات)، فتنتقل الطاقة الحرارية من مصدر الحرارة سواء كان هذا المصدر هو اللهب، أو جسماً حديداً صلباً، أو حتى جسم الإنسان الذي يقوم بتبادل الطاقة مع الهواء المحيط به.
عند انتقال الحرارة إلى الجزء الأقرب من مصدر الحرارة تقلّ كثافتها، فالموائع تقل كثافتها بازدياد درجة حرارتها على وجه العموم، وبسبب ذلك يرتفع هذا المائع إلى الأعلى دافعاً جزءاً آخر أقل حرارةً من المائع وأكثر كثافةً إلى الأسفل والذي يسخن بدوره بينما يفقد المائع الذي صعد إلى الأعلى حرارته بالتدريج، فيتبادلون الأماكن مرةً أخرى مكونين ما يعرف بتيارات الحمل، ويمكننا الإحساس بذلك أيضاً في حال وضعنا يدنا فوق اللهب مباشرةً إذ إنّنا سنحسّ بالحرارة تنتقل إلى الأعلى في الهواء نتيجة الحمل.
الإشعاع
أمّا هذه الطريقة فهي الطريقة التي تنتقل بها الطاقة الحراريّة من الشمس إلى الأرض، وهي السبب في شعورنا بحرارة اللهب في حال كنّا بجانبها أو بعيدين عنها، إذ إنّ جميع الأجسام التي تمتلك طاقةً حراريةً تقوم بإصدار موجاتٍ إشعاعيةٍ بترددات مختلفة اعتماداً على درجة حرارتها، فحتى الإنسان يقوم بإصدار هذه الموجات أيضاً وهو ما يسميه البعض بالهالة المحيطة بالإنسان، ويمكن لهذه الأشعة الانتقال عبر الفراغ فلا تحتاج إلى وسطٍ ناقل، وعند اصطدام هذه الأشعّة بالذرات فإنّها تقوم بنقل الطاقة الحرارية إلى هذه الذرات، وهذا هو السبب وراء إحساسنا بحرارة الشمس من على بعد آلاف الأميال.