ربما كان القلب العضو الأكثر أهمية وفائدة في جسم الإنسان فهو يقع في مركز نظام الدورة الدموية. إنه عبارة عن مضخة صممت لتدوير الدم في كافة أنحاء الجسم تتألف من مضختين متصلتين تقع الأولى إلى جهة اليمين من جسم الإنسان وتعرف بالقلب الأيمن وتستلم الدم القادم من أنحاء الجسم من خلال أوردة ثم تضخ هذا الدم إلى الرئتين، وتقع المضخة الثانية إلى جهة اليسار من الجسم وتعرف بالقلب الأيسر وتستلم الدم العائد من الرئتين ثم تضخه إلى كافة أنحاء الجسم، وهكذا فإن لكل مضخة قلبية مجموعتين من الاتصالات مع الأوعية الدموية ولكن كل واحدة منهما منفصلة تماما عن الأخرى فيما يتعلق بانسياب الدم ودورانه رغم أن المضختين مدمجتين في عضو واحد. تنقسم كل من المضختين إلى حجرتين تعرف الحجرة العليا بحجرة استلام الدم أو الأذين وتعرف الحجرة السفلى وهي حجرة الضخ الرئيسية بالبطين.
ينفذ الأذينان عملية ضخ ثانوية فقط ولذلك فإن جدرانهما رقيقة العضل نسبيا أما البطينان فهما أكثر أهمية وفائدة وأقوى بنية يتمتعان بجدران أقوى ذات عضلات أشد وأصلب. يتمتع البطين الأيسر بعضلات أقوى من عضلات البطين الأيمن نظرا لنه يضخ الدم بضغط أعظم، يوجد صمامان على كل من جانبي القلب للمحافظة على انسياب الدم في الاتجاه الصحيح. يقع الصمامان الموجودان على أحد جانبي القلب بين الأذين والبطين ويعرفان بالصمام الثلاثي الشرخات ويوجد إلى اليمين والصمام التاجي أو العكسي ويوجد إلى اليسار ويقع الصمامان الموجودان على جانب الآخر من القلب بين البطينين والشريانين ويعرفان بالصمام الرئوي ويوجد إلى اليمين وصمام الوتين ويوجد إلى اليسار.
ينبض القلب بصورة اعتيادية حوالي 70 نبضة في الدقيقة عندما يكون الشخص البالغ الصحيح الجسم مسترخيا وفي كل نبضة تضخ كمية تبلغ 70 ملليلترا من الدم بحيث يتم ضخ حوالي خمسة ليترات من الدم في كل دقيقة. عندما يكون الشخص يقوم بتمارين بدنية أو بمجهود جسدي تزاد الكمية المضخوخة من الدم بحيث تصل أحيانا إلى 20 أو إلى 25 لترا في الدقيقة وذلك نظرا للزيادة الحاصلة في معدل نبض القلب وحجم الدم الذي يتم ضخه عند كل نبضة، عندما يضيق صمام يمر عبره مقدار أقل من الدم ولذلك يتحتم على عضلة القلب أن تولد ضغطا أعظم لضخ كمية ملائمة من الدم، وعندما يفقد الصمام بعضا من فعاليته يتسرب من خلاله بعض من الدم رجوعا إلى القلب الذي يتوجب عليه عندئذ ضخ هذه الكمية الإضافية من الدم إلى أنحاء الجسم.