الثقافة
الثقافة هي التراث الفكري الذي تتميز به جميع الأمم عن بعضها البعض، حيث تختلف طبيعة الثقافة وخصائصها من مجتمع لمجتمع آخر، وذلك للارتباط الوثيق الذي يربط بين واقع الأمة وتراثها الفكري والحضاري، كما أن الثقافة تنمو مع النمو الحضاري للأمة، وكما أنها تتراجع مع ذلك التخلف الذي يصيب تلك الأمة، وهي التي تعبر عن مكانتها الحضارية بالثقافة التي وصلت إليها.
بما أنّ الثقافة هي التي تعبر عن خصائصها الحضارية والفكرية التي تتميز بها أمة ما، فمن هنا نلاحظ بأن جميع الثقافات المختلفة تلتقي مع بعضها البعض في كثير من الوجوه، فإنّ هذه الثقافات المختلفة قد تتلاقى فيما بينها عن طريق الامتزاج واللقاء بين الشعوب فتتفاعل مع بعضها، فيؤدّي هذا التفاعل إلى تأثيرات جزئية أو كليّة، في طبيعة هذه الثقافات وفي خصائصها.
تعريف ومعنى الثقافة
كثرت المعاني التي أطلقت على كلمة ثقافة في اللغة ومن هذه المعاني ما يفيد، الحذق والفطنة والذكاء، يقال ثقف الشيء إذا ادركه وحذقه ومهر فيه، والثقيف هو الفطين وثقف الكلام فهمه بسرعة، ويوصف الرجل الذكي بأنه (ثقف).
تستعمل كلمة (ثقف) في الحسيّات، يقال: ثقيف الرماح بمعنى تسويتها وتقويم اعوجاجها كما تستعمل في المعنويات، كتثقيف العقل، حيث إنّ مفهوم وتعريف ومعنى هذه الكلمة قد اتسع في العصر الحديث، حيث أصبحت تستعمل في معان كثيرة ومختلفة، لا تخرج عن المعنى الأصلي وإن كان مدلولها يتسع لما لا يتسع له المعنى اللغوي.
إنّ الثقافة هي مجموع العقائد والقيم والقواعد التي يقبلها ويمتثل لها أفراد المجتمع، ذلك أن الثقافة هي قوة وسلطة موجهة لسلوك المجتمع، تحدد لأفراده تصوراتهم عن أنفسهم والعالم من حولهم وتحدد لهم ما يحبون ويكرهون ويرغبون فيه ويرغبون عنه كنوع الطعام الذي يأكلون، ونوع الملابس التي يرتدون، والطريقة التي يتكلمون بها، والألعاب الرياضية التي يمارسونها والأبطال التاريخيين الذين خلدوا في ضمائرهم، والرموز التي يتخذونها للإفصاح عن مكنونات أنفسهم ونحو ذلك.
تعتبر الثقافة النمو التراكمي على المدى الطويل: بمعنى أنّ الثقافة ليست علوماً أو معارف جاهزة يمكن للمجتمع أن يحصل عليها ويستوعبها ويتمثلها في زمن قصير، وإنّما تتراكم عبر مراحل طويلة من الزمن، تنتقل من جيل إلى جيل عبر التنشئة الاجتماعية: فثقافة المجتمع تنتقل إلى أفراده الجدد عبر التنشئة الاجتماعية، حيث يكتسب الأطفال خلال مراحل نموهم الذوق العام للمجتمع.
خصائص الثقافة
- الثقافة اكتساب إنساني عن طريق مفهوم وتعريف ومعنى التنشئة الثقافية.
- إنّ الشخص يحصل على الثقافة باعتباره فرد في المجتمع. فالحياة الاجتماعية تُصير صعبة ومستحيلة من غير العلاقات والتبادل والتواصل التفاهم والممارسات المتبادلة التي يشارك فيها الأفراد والمجتمع جميعاً.
- إنّ الثقافة حقل معقد تتمثل وحداته بما يطلق عليه الصفات أو السمات الثقافية. وهي قد تشتمل على أماكن المقابر المتعارف عليها، أو بعض الماكنات والآلات، كالمحراث مثلاً، أو إيماءة، كالمصافحة بالأيدي، وتسمى الصفات المتقاربة بالنمط الثقافي، كالتقاليد السابقة للزواج كالتعارف والتودد.
تاريخ الثقافة الإنسانية
تغيرت أسس الثقافة الإنسانية في قرون ما قبل التاريخ. وتقسم إلى الطرق وخطوات التالية:
- تطور الأدوات والآلات.
- بداية الزراعة.
- نمو المدن.
- تطور الكتابة.
تغير الثقافة
- التغيرات في البيئة: أي اختلاف في بيئة المجتمع يؤدي إلى تغير في ثقافتها.مثل في الماضي كانت هناك مناطق تشتهر بالثليج والبرد وبعد فترة أصبحت هذه الأماكن تعاني من الجفاف والحرارة والدفء فأصبح الهنود يتناولون بدل من الأحياء البحرية النباتات والحشرات والبذور فبذلك تغيرت ثقافتهم.
- الاتصال بالثقافات الأخرى: ينتج عن أي ارتباط بين مجتمعين مختلفي الثقافة تحول فيهما، إذ يأخذ كل منهما صفات وعادات من الآخر، وخاصة إذا كانت الصفة الجديدة التي يتم استخدامها احسن وأفضل من الأصلية والتقليدية، ويطلق عليه الانتشار.
- الاختراع: هو صنع وابتداع وسيلة أو آلة جديدة، حولت هذه الاختراعات الثقافة الإنسانية، مثال ذلك، مثل الطائرات والتلفاز الذي فتح الثقافات على بعضها والكمبيوتر والحاسوب والاختراعات كالنول الآلي والمحرك البخاري غيرت في حياة ومعيشة الناس.
- التطور الدَّاخلي للثقافة: مثال ذلك أن المجتمع قد يتغير من أسلوب جمع الطعام إلى الزراعة بسبب زيادة السكان والتضخم ولاختفاء الحيوان. يؤدي إلى التنظيم الاجتماعي المختلف ويصبح هناك أشكال كبيرة من الأعمال والتخصصات والفروع العلمية والعملية.
خلاصة
الثقافة هي المسار الموصل للقمة، فلا مكانة وعزة لمجتمع بدون علم، ولا شجاعة وقوة لأمة بلا علم، والعلم نفسه الثقآفة، إنّ الثقافة هي السلاح للأمة في جميع نواحيها ضد الأعداء، ضد الجهل والذل والظلام والرفعة والاعتزاز.
يمكن تلخيص معنى االثقافة على أنها إحدى أركان الحضارة وتشكل الركن المعنوي فيها وتشمل كافة الجوانب غير المادية والمتمثلة بالعقيدة والقيم والأفكار والعادات والتقاليد والأعراف والأمزجة والأذواق واللغة والمشاعر التي تختص بها أمة معينة عن غيرها من الأمم، وأهم ما في هذه الجانب هو العقيدة أهم القواعد الأساسية التي تظل على الدوام تمد شخصية الأمة بما يميزها ويمنحها في الوقت نفسه القوة والبقاء والاستمرارية، وهي تختلف عن المدنية وهي الجانب المادي من الحضارة كالمباني والمنجزات الصناعية ووسائل النقل والمواصلات والمساكن والملابس التي يستعملها الإنسان في حياته وتمتاز المدنية بالتعميم فهي ملك لجميع البشر لذلك لا يمكن أن تتميز بها أمة عن غيرها وتشكّل الثقافة روح الحضارة بينما تشكل المدنية مادتها وجسمها.
تعرف الثقافة بأنها مجموعة كبيرة من العقائد والقيم بالإضافة إلى أن الافراد يتقبلوها ويمتثلو لها في المجتمع، كما أن الثقافة أيضاً تعرف بأنها القوة والسلطة والتي تكون موجهة لسلوك المجتمع، بالإضافة إلى أن الثقافة تحدد بأفراد المجتمع تصوراتهم التي يحتاجونها عن انفسهم والعالم اجمع والذي يكون من حولهم، كما ان الثقفة ايضاً تحدد لأفراد المجتمعات بجميع ما قد يحبونه ويكرهوه وما يرغبون بها ويرغبون بالابتعاد عنه، مثل نوع الطعام أو الشراب الذي يتناوله الأفراد، بالإضافة إلى نوع اللباس، وطريقة التكلم، فقد ترتكز الثقافة وترتبط بشكل كبير مع اللباس وطريقة الكلام حيث يعرف وتعر ثقافة المجتمعات من أكلاتهم المخصصة وملابسهم المميزة بهم بالغضافة إلى اللغة التي يتحدثون بها.
مراجع
فهرس مكتبة الملك فهد الوطنية -1996- 38 الثقافة- الموسوعة العربية العالمية -مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.