التربية شيء أساسي لحياتنا التي نحياها، فهي التي تقدمنا للناس الذين نتعامل معهم، كما أنها هي التي تحدد شخصيتنا و أسلوبنا في التعامل مع كافة الأمور، لهذا نالت التربية نصيب الأسد من جهد المختصين في العلوم الانسانية حيث بحثوا فيها و في جميع جوانبها و لا زالوا يبحثون. حيث أن العلوم التربية هي العلوم التي تبحث و تهتم في نوعية العلاقة و نمطها التي تجمع الانسان و تربطه ببيئته الخارجية بكافة محتوياتها، و العلوم التربوية هي فرع هام جداً من العلوم الإنسانية، و التربية عملية اجتماعية بحته مما يجعلها غير ثابته بين كافة المجتمعات و حتى في المجتمع نفسه بين عصور مختلفة، فهي عملية محكومة بطبيعة الثقافة السائدة و الأفكار المسيطرة على العقول و المشاعر و العادات و التقاليد إضافة إلى التعاليم الدينية السائدة في بعض المجتمعات. و لدراسة موضوع التربية ينبغي دراسة المجتمع أولاً، إذ ان المجتمع هو حاضن التربية، فالتربية وجدت للمجتمع، لهذا السبب يركز المختصون بالتزامن مع دراستهم للتربية على دراستهم للمجتمع، إذ أن مفهوم وتعريف ومعنى المجتمع يعني مجموعة الأفراد الذين يعيشون معاً و يشتركون في العادات و التقاليد و الأعراف و تربطهم قواسم مشتركة كثيرة و مصالح مشتركة أيضاً.
أصول التربية هي العلم المعني و المهتم بدراسة الأسس التي يتم عن طريق الاستناد و الرجوع إليها بناء فهم و تربية قوية و سليمة، كما أن أصول التربية تكون معنية بشكل أو بآخر بتزويد طالب علم أصول التربية ينظريات تكون ناتجة عن تحليل عميق للقيم المجتمعية و الأديان و الأفكار و الأيدولوجيات و الفلسفات المختلفة أو أنها تكون قد بنيت على نتائج لتجارب خاضعة لقوانين علم الاجتماع او علم النفس أو غيرها. كما أن أصول التربية بتعريف ومعنى آخر تعني كافة الأصول و الأسس و القواعد التي يتأسس عليها أي نظام تربوي. حيث أن أصول التربية معنية بشكل رئيسي في النظريات التي تدخل و تهم مجال التربية، و ليس النتائج المتوخاة من تطبيق النظام التربوي.
من أهم وظائف التربية نقل السلوكيات إلى الأفراد من مجتمعاتهم و تعديل كل السلوكيات الخاطئة، كما أن التربية تكسب الأفراد خبرات أصلها قيم ومعتقدات وتفاليد وعادات، كما أن التربية تعطي العقل أفكاراً تنويرية جديدة توسع مداركه و آفاقه. لهذا فالتربية تلعب دوراً هاماً وفعالاً في بناء الأفراد وتأهيليهم حتى يصبحوا أشخاص نافعين لمجتمعاتهم وأوطانهم ودولهم.