إنّها ليست عملية سهلة تلك التي تجعلك ترى العالم بالطريقة التي تراها فيه الآن، هناك مجموعة من العمليات المعقدة تجتمع معاً لجعل ذلك ممكناً.. فلكي نقول أن نظر شخص ما جيد يجب أن يكون جيداً في جميع الجوانب أو العمليات البصرية والتي تشمل على:
حدّة الرؤية:وهي ما أقصده عندما أقول أن رؤية هذا الشخص 6/6وتعني رؤية التفاصيل الدقيقة للجسم.وتقاس عادة في العيادات باستخدام لوحات الأحرف المعروفة ولوحة (سي).وإذا كانت حدة الرؤية لشخص ما ضعيفة فهذا يعني على الأغلب مشكلة انكسارية (قصر النظر، طول النظر، استجماتزم، ضعف النظر).
التكيف:وأعني به القدرة على رؤية الأشياء القريبة نتيجة لتكيف عدسة العين عند تحويل نظرنا إلى شيء قريب.ويتم فحص التكيف بواسطة لوحات صغيرة تشبه لوحات حدة الرؤية لكن أصغر ويكن حملها قريبا من الناظر.وتبدأ مشاكل وعيوب التكيف عادة بعد سن الأربعين مسببة ما يعرف بـ(ضعف نظر الشيخوخة)
التباين:وهو القدرة على رؤية الصورة مع بهتان لونها، وذلك بقدرة الفرد على تميز الخلفية البيضاء عن اللون الأسود أو الرمادي بدرجاته. قد يعني وجود مشكلة في حدة الرؤية مجموعة من المشاكل وعيوب مثل: الساد (الماء البيضاء)، أواستسقاء القرنية (انتفاخها بسبب تراكم السوائل)، أو ندبة القرنية نتيجة لضربة.
مجال الرؤية:وهو القدرة على رؤية المحيط بجميع الاتجاهات ليس فقط في مركز النظر.فمثلاً عندما تنظر إلى التلفاز أمامك، يمكنك أن تلاحظ مرور شخص بجانبك رغم أنك لا تنظر مباشرة إليه.ومشاكل وعيوب المجال في العادة تدل على مشاكل وعيوب خطيرة في الأعصاب مثل مشاكل وعيوب الشبكية، ودمار أعصاب الدماغ.
التكيف الضوئي:وهو قدرة الانسان على الرؤية مع اختلاف شدة الضوء.وتستخدم العين طريقتين للتكيف مع اختلاف الاضاءة:
وتحتاج عين الانسان الطبيعية إلى 35 دقيقة لتتكيف بشكل كامل مع العتمة، بينما تحتاج إلى ثواني لتتكيف مع الاضاءة. ومشاكل وعيوب التكيف تزيد فيمن يعاني من (العمى الليلي).
رؤية الألوان:إنّ خلايا (المخاريط) مسؤولة عن تمييز الطول الموجي لكل لون على حدى.ويتم فحص قدرة الانسان على رؤية الألوان عن طريق فحص طبي يعرف بـ (اشهارا)، يحتوي على عدة بطاقات تحمل أرقام ملونة بطريقة معينة.ومشاكل وعيوب تمييز الألوان تصيب المرضى الذين يعانون من (عمى الألوان) بأنواعه كافة.
الرؤية المزدوجة:وهي القدرة على رؤية الأشياء باستخدام العينين، ومطابقة الصورتين القادمتين من كلا العينين لتشكيل صورة واحدة مجسمة في الدماغ. يفقد مرضى الحول والكسل البصري هذه النعمة العظيمة، فيرى الأحول صورة مزدوجة (اثنان)، ويرى صاحب العين الكسولة صورة غير مجسمة.
رؤية الحركة:وهي القدرة على رؤية الأشياء المتحركة، حيث أن فقد هذه القدرة يمنع الانسان من امكانية القراءة
وأخيراً، فإنّ نعمة البصر كما ترى نعمة عظيمة من الله تعالى، ويجب علينا أن نشكر الله كلما فتحنا أعينا لنرى الجمال من حولنا.