غازُ السّارين هو من أخطر الموادّ سُميّةً، والمُستخدم في الحُروب الكيميائيّة، وهو معروفٌ أيضاً بإسم GB، و يُصنّفُ كعاملِ أعصابٍ. وهو من أكثر عوامل الحرب المعروفة سُميّةً، والتي تُؤثّر بشكلٍ كبيرٍ ومُباشرٍ على الأعصاب، وتشملُ أعراضُ الإصابة به، صُعوبةٌ في التّنفُّس، وغِشاوةٌ في البصر، والتّشنُّجات، والتقيُّؤ والإسهال والغيبوبة. وهُو يُؤثّر بشكلٍ مُباشرٍ على التّنفُّس ويُؤدّي إلى توقُّفه؛ مما يُسبّبُّ الوفاة.
السّارينُ يأتي على شكل سائلٍ أو غاز، لا لون له ولا طعم له. أُكتُشفَ عام 1938م في ألمانيا، وذلك لتحضير نوعٍ من المُبيدات القويّة. وهو من أقوى عوامل الأعصاب G، التي تمّ تَصنيعُها في ألمانيا. وتُشبه في تأثيرها وأعراض الإصابة بها، وطريقة عملها، أنواعاً من المُبيدات تُسمّى مُبيدات الهوَام، وهي مُبيداتٌ حشريّةٌ تتكوّنُ من مُركّبات الفُوسفات العُضويّة.
يَعتمدُ تأثيرُ السّارين على الإنسان على عدّة عوامل، كميّةُ السّارين التي يتمُّ التَّعرُّضُ لها، والطّريقةُ التي يُتَعَرَّضُ بها لهذا الغاز، والمدّة الزّمنيّة التي يمكُثُ بها الإنسان عند تَعَرُّضه لهذا الغاز. ويُؤثّرُ غازُ السّارين بشكلٍ مباشرٍ على الأعصاب، فيُصيبُ الشخص بالتّشنُّجات، ويُؤثّرُ على العيون، ويُفقدُ الشّخص التوازُن. كما ويُؤثّرُ على التّنفُّس، فيعملُ على ضِيق التّنفُّس وتوقُّفِه، وهو ما يؤدّي إلى الوفاة. ويتمُّ التَّعرُّضُ للسّارين بأكثرَ من طريقةٍ، فيتم إستنشاقُه عندما يكونُ غازاً، أو من خلال الجلد والعُيون، أو من خلال المياه التي إمتَزَجت بالسّارين، بلمسِهَا أو شُرب هذه المياه، وأيضاً الطّعام المُمتَزِجُ بالسّارين، عند تناوُله.
إستُخدِمَ السّارين كسلاحٍ في كثيرٍ من الحروب والهَجَمات، فيُحتَملُ أنها أستُخدِمت في الحرب العراقيّة الإيرانيّة في الثمانينات من القرن العشرين. وقد تمّ الحديثُ من النّظام العراقيّ السّابق، عن إنتاج 100 و 150 طناً متريّاً من غاز السّارين، أستُخدِمت في قنابل المدافع والصّواريخ والقنابل الجويّة. وتم إستخدامُ السّارين أيضاً في هجماتٍ في اليابان عام 1994 و 1995، من قِبَلِ أعضاء في مُنظّمة (أوم شنريكيو)، حيثُ تمّ الهُجوم بالغاز في مترو الأنفاق في طوكيو. أدّى هذا الهجوم إلى مقتل 12 شخصاً، وتأثُّر الآلاف بالغاز، ووُجّهت التُّهم إلى شخصٍ يُدعى أساهارا شوكو، وهو زعيمُ المُنظّمة، والذي أمر بالهجوم، وحُكِمَ عليه بالإعدام سنة 2006.