سبب تخلف الدول العربية و تقدم الدول الأخرى
لا شك أنّ من ما هى اسباب تخلف الامة العربية اليوم هو أنّها تضع كل شيء في قائمة المسلمات، فالسؤال عندها معدوم، ولا شك أيضاً ان سبب تقدم الأمم الأخرى وتقدمنا نحن فيما مضى، أنه لا وجود للمسلمات عند هذه الأمم، فكل شيء خاضع للنقد والفحص والتجربة العملية ومن بعده الاقتناع التام أو الرفض التام للفكرة المطروحة محل الجدل والفحص والاختبار والتحليل. فكثرة المسلمات في الحياة تلغي دور العقل وتحصره بشخص واحد ملهم فقط وهو من يستخدم عقله الذي منحه إياه الله ليفكر به عن الجميع، وكأن الباقين هم مجموعة من القطعان التي تتبع هذا الراعي، وهذا على عكس خطة الله تعالى في الكون، فقد اعطى الله كل فرد منا عقلاً ليستخدمه وحده ولا يعتمد على الآخرين في التفكير عنه، كما أن المسلمات المطلقة تتنافى مع منهج الانبياء أعظم البشر، فالأنبياء ومع كل الفات التي كانوا يتوافرون عليها كانوا يخضعون كل شيء للبحث والتحليل فقصة الخليل إبراهيم – عليه الصلاة والسلام – عندما طلب من الله تعالى أن يريه كيف يعيد الخلق والإنشاء بعد الموت معروفة، ونبينا عندما اعتزل قومه وقعد وحيداً متأملاً باحثاً عن الحقيقة في غار حراء إلى أن هداه الله تعالى وأنعم عليه بأن أصبح نبي آخر الزمان صاحب الرسالة المحمدية أعظم الرسالات.
تعرف ما هو التفكير الناقد
التساؤل الدائم والسعي وراء الحقيقة، والعمل على التحقق من كل صغيرة وكبيرة هو ما يسمى بالتفكير الناقد، وبصيغة أخرى فإن التفكير الناقد هو التفكير التحققي والتأملي والذي يتم من خلاله التركيز على المعتقدات والآراء كافة. وهو من احسن وأفضل طرق ووسائل التفكير إذ إن هذا التفكير من شأنه أن يزيل أي لبس او أي تناقض قد ينشأ عن المسلمات، فالمسلمات قاتلة للعقل وقاتلة للملكات وهي التي توقف الإبداع والتطوير في المجتمع، وهذا يتضح بشكل كبير في الحياة، فإذا ما قام مفكر او باحث - على سبيل المثال - بالتوصل إلى نظرية معينة في الإدارة، وقامت المؤسسات بتطبيق هذه النظرية بشكل أعمى بدون النظر والتحقق في هذه النظرية، وأثبتت هذه النظرية فشلها فإن العواقب ستكون وخيمة، فمن هنا تبرز اهمية النقد، إذ إنه يخضع كل مستجد إلى البحث فإن أثبت نجاعته يتم الاستمرار به والعمل عليه وتطويره وإن اثبت فشله يتم الاستغناء عنه. ويكون نقد المستجدات عن طريق دراسة الموضوع دراسة معمقة واعية واستعراض كافة الآراء التي تتعلق بهذا الموضوع، وتحليلها ودراسة نقاط القوة والضعف في كل رأي، والاستعانة بالأدلة والبراهين على كل رأي، من ثم تحديد الاحسن وأفضل للاتباع.