مهارات حياتيّة
يعتبر الإنسان كائن اجتماعي بطبعه له احتياجات خاصّة في علاقته مع غيره من الناس، ويعيش في إطار مجتمعي تتجلى فيه الكثير من الظواهر الإنسانية والطبيعيّة، وبطبيعة الحال يتعرض الفرد ضمن شبكة واسعة من اتصالاته وتعاملاته مع غيره من الأفراد أو المكونات المادية إلى عوائق وعقبات يدفعه شعوره الداخلي إلى الالبحث عن الطرق ووسائل المناسبة للتخلص منها أو حلها والسيطرة عليها بأقل الخسائر، لذلك ظهرت حاجة الإنسان لاكتساب ما يسمّى بمهارة حل المشاكل وعيوب من كثرة التعرض لمثل هذه المواقف التي وجب عليه اكتسابها وتنميتها وفق ضوابط مرجعية محددة لتعود بالنفع المباشر عليه وعلى المجتمع.
مهارة حلّ المشكلة
يُعبّر عن مهارة حل المشكلة بالقدرات المكتسبة والإجراءات التي يقوم بها الفرد مستعيناً بما لديه من خبرات سابقة وتجارب مشابهة ومعرفة سبق له أن تعلّمها للسيطرة على موقف معيّن قد يكون جديداً بكلّ حيثياته ومعطياته للوصول إلى حلّ مناسب أو للحدّ من أيّ تأثير ونتائج سلبيّ يتركه هذا الموقف لدى الشخص المتضرّر.
جدير بالذكر هنا أنّ نجاح الشخص في اكتساب هذه المهارة يعتمد بشكل رئيسي على رد فعل الشخص نفسه تجاه المشكلة وطريقة تعامله معها ومدى شعوره بأثرها السلبي في نشاطاته اليومية، الأمر الذي سيؤدّي به بكلّ تأكيد إلى اتّخاذ قرار بالتعامل مع المشكلة لإيقافها وتبعاتها السلبيّة للوصول لمرحلة التوازن.
طرق وخطوات حلّ المشكلة
إن قرار الإقدام على حل المشكلة هو نشاط ذهنيّ ومعرفيّ يكون في عدّة طرق وخطوات علمية منطقيّة ومنظمة تتحدّد عناصره كالآتي:
- إدراك المشكلة: أي الشعور بها وبتأثيرها السلبيّ الواضح على مجريات يومك وتفاصيله بشكل يعيقك من تحقيق هدف ما أو يعيق وصولك لشيء ترغب به، مما سيستثير لديك الرغبة بالتخلّص منها والالبحث عن طريقة لإيقاف هذا الأثر والحدّ من عواقبه عن طريق إيجاد حلول أو بدائل ومن ثمّ الموازنة بينها للخروج بالحل الأيسر والأنسب للموقف الراهن.
- تحليل المشكلة: أي تحديد المشكلة، ومعرفة متغيرّاتها، وأسبابها ورسم ملامحها، وتفنيد أبعادها وعناصرها وكذلك تحديد من المتضرر منها ومدى تأثره بهذا الضرر بالإضافة إلى قياس درجة إمكانية حلّها وتقدير الوقت اللازم لذلك؛ كلّ ذلك من خلال جمع المعلومات اللازمة والمصادر المتاحة فيما يتعلق بالمشكلة.
- اقتراح الحلول: تتمثل هذه المرحلة بالعصف الذهني الخاص بحل المشكلة والقدرة على إيجاد حلول معينة وبدائل فيما لو لم يجد أي من الحلول، وترتيبها وتنظيمها حسب موائمتها لطبيعة المشكلة ليتم اتخاذ قرار باعتماد احسن وأفضل الحلول أو البدائل المطروحة، وقد يتعيّن التفكير في حل جديد وخارج عن المألوف للمشكلة إذا لم تؤتي الحلول المطروحة مسبقاً أكُلها في حلّها.