تقرير المصير
تقرير المصير هو مبدأ أساسيّ في القانون الدولي المعاصر، وينصّ على أساس احترام مبدأ المساواة في الحقوق، والمساواة العادلة في الاختيار الحرّ لسيادتها، والوضع السياسيّ الدوليّ دون إكراه أو تدخل خارجيّ، وهذا التعريف ومعنى يعود إلى الميثاق الأطلسيّ الذي وقع في يوم 14 من آب لعام 1941 بيد رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ونستون تشرشل، وهذا ما جعل الجمعية العامة للأمم المتحدة أن تعتمد القرار بإعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة في يوم 14 من ديسمبر لعام 1960، ويتم فيها نقل السلطات لشعوب تلك الأقاليم دون أية شروط أو تحفظات وفقاً للإرادة المعبر عنها بالحرية، والرغبة، دون أي تمييز؛ بسبب العرق أو العقيدة أو اللون، وذلك لتمكينها من التمتع بالاستقلال والحرية.
تاريخ تقرير المصير
يعود أصول تقرير المصير إلى العمالة للإمبريالية من خلال التوسّع في الإمبراطوريات، ومفهوم وتعريف ومعنى السيادة السياسية التي وضعت بعد معاهدة ويستفاليا، حيث تمّ وضع وشرح ظهورها خلال العصر الحديث، ففي مجموعات الثورة الصناعيّة اعترف العديد من الناس بوجد ترابط بينهما من حيث التاريخ، والجغرافيا، واللغة، والعادات، وقد ظهرت القومية كأيديولوجيّة توحيديّة ليس فقط بين القوى المتنافسة، ولكن أيضاً بين الجماعات التي شعرت بأنّها محرومة أو ثانويّة داخل الدول الكبرى، وقامت بتحديد مصيرها الذي هو عبارة عن ردّ فعل على الإمبرياليّة.
يمتلك العالم العديد من الإمبراطوريات القاريّة كالعثمانيّة، والروسيّة، والنمساويّة التابعة لهابسبورغ، والتشينغيّة، ولهذا السبب قام علماء السياسة في كثير من الأحيان بتحديد المنافسة في أوروبا خلال العصر الحديث؛ باعتبارها ميزان الصراع على السلطة، والتي تسبّبها أيضاً الدول الأوروبية المختلفة؛ لمتابعة الإمبراطوريات الاستعمارية، بدءاً من الإسبانية والبرتغالية، وبما في ذلك في وقت لاحق البريطانيًة، والفرنسيًة، والهولنديًة، والألمانيًة، وخلال أوائل القرن التاسع عشر نتج عن هذه المنافسة حروب متعدّدة، وتعدّ الحروب النابليونيّة أبرز هذه الحروب، وبعد هذا الصراع أصبحت الإمبراطورية البريطانية المهيمنة في حين أصبحت القوميّة هي أيديولوجية سياسيّة قويّة في أوروبا، وفي وقت لاحق، وتحديداً بعد الحرب الفرنسية البروسية في عام 1870، تمّ إطلاق مصطلح الإمبرياليّة مع فرنسا وألمانيا، وبعد ذلك تم إنشاء المستعمرات في آسيا، والمحيط الهادي، وأفريقيا، ثم بدأت اليابان بالظهور كقوى جديدة، وهذا أدّى إلى ظهور منافسة متقدّمة في جميع أنحاء العالم، حيث وجد دول أوروبيّة متعددة تتنافس على المستعمرات في التدافع من أجل أفريقيا، وروسيا وبريطانيا في الهيمنة على آسيا الوسطى، وتمّ إنشاء المستعمرات، والنفوذ على حساب الإمبراطورية التشينغيّة في بلاد شرق آسيا، إلّا أنّ الإمبراطورية العثمانية، والنمساوية، والروسيّة، والتشينغيّة، والإمبراطورية الجديدة من اليابان حافظت أنفسهم، واستمرّت هذه الأفكار إلى أن جاء وودرو ويلسون الأمريكي بإحياء مصطلح تقرير المصير.