كثيراً ما نسمع في علوم الكيمياء و الفيزياء أنه نتيجة لتحلل بعض العناصر الكيميائية فإنه ينتج لدينا جسيمات ألفا ( و أحيانا تسمى أشعة ألفا ) ، و بعد فحص جسيم ( أشعة ) ألفا بشكل مكثف من قبل العلماء تبين لهم أن جسيمات ( أشعة ) ألفا هي نفسها أنوية ذرات عنصر الهيليوم المنزوعة الإلكترونات و الحرة الحركة، إذ تصل سرعتها في الفراغ إلى ما يزيد عن 30,000 كيلو متر في الثانية ، أي ما يوازي عشر سرعة الضوء في الفراغ تقريبا.
و على ذلك فإنّ جسيم ألفا يتكون من بروتونين إثنين و نيوترونين إثنين ، و طبقا لذلك و حيث أن شحنة النيوترون تساوي صفراً ، وشحنة البروتون تساوي +1 ، فإن شحنة جسيم ألفا هي +2 ، و بالتالي فإن جسيم ألفا ينجذب نحو المجال المغناطيسي السالب .
تعتبر جسيمات ( إشعاعات ) ألفا من أقل أنواع الإشعاعات الثلاثة المعروفة - ألفا و بيتا و جاما - خطورة ، حيث أنه يمكن إيقافها بوضع أي حاجز مصنوع من أي مادة في طريقها ، حتى لو لم تتعدى سماكة ذلك الحاجز بضعة أجزاء من المليمتر الواحد ، و بالتالي فخطرها على الإنسان يمكن الحد منه بشكل كبير جدا ( بخلاف أشعة جاما مثلا و التي يتطلب إيقافها وجود حاجز مصنوع من الرصاص بسماكة لا تقل عن 10 ملليمترات ).
يعتبر جسيم ألفا جسيما مترابطاً بقوة نووية شديدة ، لذا فمن الصعوبة البالغة تحلله من تلقاء نفسه طبيعياً في الظروف العادية ، إلا أنّه يمكن تحليله مخبرياً بتفتيته إلى بروتونين و نيوترونين .
جسيمات ألفا تنتج عن التفاعلات النووية بكثرة ، و حسب العلماء المختصين في المجال ، فإنّ جسيمات ألفا موجودة في الكون بأعداد خرافية و هائلة جداً ، نتيجة لما يعج به الفضاء من إندماجات و إنشطارات نووية مستمرة لا تفتر ، و لكن الأرض بفضل الله تعالى محمية بالغلاف الجوي ، فلا تصل إلينا تلك الجسيمات و لا تعرف ما هو أشد منها فتكاً ؛ كأشعة بيتا المسرطنة ، و أشعة جاما القاتلة ، فسبحان الله !!