اكتشفت أشعة جاما في العام 1900 ميلادية، وهي نوع من أنواع الأشعة الكهرومغناطيسية، تترواح أطوالها بين 5 بالمئة من الأنغستروم وبين 5 بالألف من الأنغستروم، وهي تنتج بشكل أساسي عن العناصر المشعة والنظائر المشعة كما أنها تتكون مما يحدث من تفاعلات نووية. عند مقارنتها بالضوء فإنها تتفوق عليه من ناحية الطاقة التي تحتويها لكنها تساويه من ناحية السرعة فللضوء وأشعة جاما السرعة نفسها. يحيط الغلاف الجوي بكوكبنا الأرضي حيث يقوم هذا الغلاف بتشكيل درع للحماية من هذه الإشعاعات، فهي إشعاعات ضارة قادرة على النفاذ داخل أجسام الكائنات الحية وتدمر حياتها، عن طريق إحداث التأين في الخلية الحية مما يؤدي إلى موت هذه الخلية.
لهذه الأشعة الكهرومغناطيسية الخطيرة استخدامات محدودة وبسيطة في بعض المجالات كالمجالات الطبية والصناعية، فمثلاً تستخدم أشعة جاما بشكل واسع في المجال الطبي عن طريق استخدامها في قتل وتدمير الخلايا السرطانية، وهي أيضاً قادرة على تدمير الخلايا الصحيحة المعافاة حول الخلايا الخبيثة السرطانية، إلا أن باقي الخلايا لها القدرة على التعافي بعد قترة من الزمن. أما صناعياً فتستخدم هذه الأشعة الخطرة في تصوير الأنابيب واللحام وتستخدم بشكل أساسي في تنقية الأغذية والسوائل من الميكروبات والجراثيم، كما أنها تستخدم بشكل واسع في المجالات النووية والمفاعلات.
في نفس الحين الذي تستخدم فيه أشعة جاما الخطرة في معالجة الأمراض السرطانية والأورام الخبيثة، فإنها تسبب أيضاً الأمراض السرطانية للإنسان في مناطق الجسم المختلفة، لهذا السبب يستخدم الرصاص للحماية من هذه الأشعة خصوصاً للناس والعاملين في هذه الأشعة، وفي مجالاتها المختلفة، ويعمل العاملون في الحقول التي تتطلب استخدام أشعة جاما في عملهم، إلى التقليل قدر الإمكان من التعرض لهذا الأشعة، إضافة إلى استخدامهم للرصاص وقاية من خطر هذه الأشعة الذي قد يلحق بأجسامهم، كما أن شدة هذه الأشعة تتناسب عكسياً مع البعد عن مصدرها، لهذا كلما كان الشخص أبعد عنم المصدر قلت نسبة تأثره بهذه الأشعة وقلت نسبة تعرضه للضرر الخطير الذي قد يلحق بجسده من هذه الأشعة الخطيرة والضارة.
أما على المستوى الكوني، فهناك ما يعرف علمياً بانفجارات أشعة جاما، وهي تحدث في المجرات ذات المسافات البعيدة والتي تفصلنا عنها مسافات هائلة، تحدث هذه الإنفجارات خلال مدة زمنية متنهية في الصغر تقاس أحياناً بالملي ثانية وقد تستغرق أيضاً الستين دقيقة، وهي عبارة عن وهج ضوئي يسبق بومضات من أشعة جاما حيث يستغرق هذا الوهج الساعات والأيام.