قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر كله ".
يعتبر صيام الأيام البيض سنة مؤكدة عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، وصيامها كصيام الدّهر كاملاً ، و قد سميت بالأيام البيض ؛ لبياض القمر في لياليها ، حيث الأيّام البيض ثلاثة أيام هي: ?? ، ?? ، ?? من كل شهر قمري .
هناك دراسات تثبت أن جسم الانسان يرتبط بعلاقة وثيقة مع جاذبية القمر ، حيث شرع صيام الأيام البيض لحكمة من عند الله عز وجل ؛ فالصيام يقلل من سوائل الجسم ، حيث إن الصائم يمتنع فيها عن شرب الماء ، وبالتالي تقل نسبة الماء في جسده ، ففي خلال هذه الأيام ، يكون القمر بدراً ساطعاً مضيئاً كالدائرة البيضاء في السماء ، مما يؤثر على جسم الانسان ، وتزيد السوائل بداخله ، فيؤدّي الى تهيج الدم ، ففي حالته هذه يكون الشخص متقلب المزاج ، ويكون مشوش التفكير ، و قد لُوحظ في الدول الغربية أن خلال هذه الايام الثلاثة ، يزيد لجوء الأشخاص إلى الحانات وأماكن شرب الخمر ، وقد صرح أن الشرطة تكون على أتم الاستعداد للمحافظة على الأمن ، لكثرة الجرائم التي تحدث في الشوارع ، كما قيل أنّ أعلى نسبة طلاق ، ومخاصمات بين الأزواج تكون خلال هذه الأيام الثلاثة ، فصيام هذه الأيّام يساعد على تهذيب النفس وتهدئتها .
المسلم يفرح عند تناول طعام الإفطار بعد يوم طويل من الصوم ، فهو يشعر بالإنجاز ، ويشعر أنه شكر الله على نعمه حتى لو لم يوفه حقه ، فهو ينوي احتساب الأجر عند الله - عز وجل - ، والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً ، بل إن الصائم له باب لا يدخل منه أحد غيره يوم القيامة ، فالصيام وقراءة القرآن تشفع لصاحبها في هذا اليوم العظيم ، كما أن دعوة الصائم لا ترد أ بل تكون أبواب السماء مفتوحة له ، ومشرعة على مصراعيها للسائلين .
وانطلاقا من قاعدة الحسنة بعشر أمثالها ، يعتبر صيام هذه الأيام الثلاث كصيام ثلاثين يوماً ، أي ما يعادل شهراً كاملاً ، و هكذا فإن المداومة على صيام هذه الثلاث أيام طيلة الأشهر جميعها ، فكأن المسلم قد صام الدهر كله .
ويعد صيام الأيام البيض نافلة من النوافل ، التي أخذها المسلمون من نبيهم محمد - صلى الله عليه وسلم - ، لذلك فهي مندوبة أو مستحبة ، ويُنصح بأن يصومها المسلمون لما فيها من أجر عظيم ، فالصوم وسيلة للسيطرة على النفس ، ووسيلة تقرب العبد لربه ، وتغفر له ذنوبه ، وتقوم له سلوكه ، وبهذا يلقى الراحة والطمأنينة ، والصحة التي يتمناها و يبحث عنها ، فهنيئاً لمن لان قلبه ، وتقرب إلى الله ، وصام الأيّام البيض ، وواظب على صيامها ، وحث أهله وذويه على الفعل نفسه .
