جعل الله الإنجاب من الأمور الأساسية التي يجب على المسلمين الالتزام بها ، وتوعد من يقوم بتحديد النسل بأشد العقوبة ، لأنه بذلك يتعدى على قدرة الله ، ويجعل نفسه ولياً على نفسه ، ولا يمكن أن نختلف على هذه الناحية التي تعتبر من أكثر الأمور التي أرادها النبي في حياتها وعند مماته ، فقال تكاثروا فإني مباه بكم يوم القيامة ، والعرب بصفة عامة يحبون إنجاب الأطفال ، ولاسيما الذكور منهم ، لاعتقادهم السائد أن الذكر هو من يتحمل مسؤولية أهله عند الكبر ، وهو من يرعى والداه عند المرض ،و نسوا تماماً أن الأنثى من أرق المخلوقات التي أنعم الله بها على هذا الكون ، وأنها لا يمكن أن تتكبر على والداها في كبرهم مهما كلفها الأمر ، وهذا أمر متفق عليه بين الجميع ، وخاصة فيما يتعلق بالجانب الذي يتحدث عن مكانة الولد على عكس البنت في المجتمعات الشرقية بصفة عامة ، وموضوعنا سيدور عن العقيقة ، فتعرف على ما هى العقيقة ، وتعرف على ما هى شروطها :
العقيقة :
هي الذبيحة التي يقوم المسلم بذبحها لابنه أو ابنته بعد الولادة بأسبوع أو أكثر ، وتكون ذبيحتين للذكر ، وذبيحة واحدة للأنثى ، على مبدأ للذكر مثل حظ الأنثيين ، فالأولاد هم النعمة التي لا يمكن لأحد أن يتمنى زوالها مهما كثرت مشاكلهم ، وكبرت معاناة الأهل معهم ، وقد جاء عن الخلف الصالح أن العقيقة تجلب الخير للمولود ، وتبعد عنه شر العين بإراقة دم الغنم أو الخروف ، ويذهب معها الحسد والعين وخلافها ، وقد نادى الإسلام بضرورة العقيقة للقادر عليها ، لأن الإسلام لا يكلف نفساً إلا وسعها ، ولم يجعلها فرضاً على كل مسلم ومسلمة ، بل جعلها لمن يستطع أن يقيمها ، وفي ذلك أمر رائع في ديننا الحنيف ، وفي الحقيقة ، فإنا العقيقة تبعث على الفرح والسرور في المنزل ، خاصة إن كانت للموائد التي يقوم المسلمون بإنشائها للفقراء والمساكين .
ومن أهم الشروط التي يجب أن تتوافر في العقيقة ما يلي :
يجب أن تكون العقيقة من الحيوانات التي تؤكل ، أو من الطيور ، ولا يجوز أن تقوم العقيقة على لحم الخنزير أو الحمير مثلاً ، ويجب أن تكون كبيرة في السن ، للحد الذي يسمح لها أن تطعم كما كبيراً من المسلمين ، ولا تتهانوا في هذه الشروط ، فمن الممكن ألا تجوز في حال لم تستوف الشروط ، وأهم شرط يجب أن يتوافر فيها هو أن تكون العقيقة خالية من المشكلات الصحية التي تعترض حياتها ، وتكون معرضة للموت ، لأنها في هذا الوقت يتسمم جسمها بالجراثيم التي قد تؤذي أجسام المسلمين من غير داع .
