إخلاص النية لوجه الله تعالى
يعرف الله تعالى المخلص في حبه لله تعالى و طلبه لرضاه من غير المخلص المنافق من نيته، فنية الإنسان لا يعلمها إلا هو جل في علاه ، و قد يظن الناس هذا الإنسان مخلصاُ في كل خطوة يخطوها و في كل كلمة يتفوه بها وقي كل ركعة يصليها، إلا أنّه من أكبر المنافقين والدجالين، و قد يكون الإنسان إنساناً طبيعياً لا يزيد في عبادته شيء و ربما أصلاً لا يؤدي الفرائض و لكنه يكتب عند الله مخلصاً في قلبه و نيته في اى عمل يؤديه صغيراً كان أم كبيراً، لهذا السبب فليدع الناس الخلق للخالق فهو الأعلم بالنوايا و بما تخفي الصدور، و لنترك نحن لعب دور مطلقي الأحكام على الناس لأنّها ليست من مقام ابن آدم.
الإخلاص في النية يكون بمعرفة و إدراك الخالق – جل في علاه -، و ياتي هذا الإدراك من معرفة صفاته، فعندما نعلم أنه الرحمن الرحيم و ندرك عقلياً و قلبياً حجم هاتين الصفتين، عندها لن نطلب الرحمة إلا منه، و عندما نعلم أنه الرازق فلن نطلب الرزق و الإعانة إلا منه، و عندما نعلم أنه العدل الذي لا يعرف الظلم و حاشاه أن يعرفه، عندها لن نطلب تطبيق العدل بين الناس في الأوقات التي ينتشر فيها الظلم والفساد و الحروب و النزاعات إلا منه، و عندما نعرف أنه الحق فلن نطلب النصر إلا منه، هكذا يكون الإخلاص لله تعالى.
إخلاص العمل لوجه الله تعالى
أن نخلص في أعمالنا و أقوالنا، فهذا يتطلب قطعاً أن يكون الإنسان بعيداً كل البعد عن التعلق بالناس، فالناس هم مخلوقات مثلنا لن يضرونا و لن ينفعونا، لهذا فنحن نخلص لله – عز وجل -، عندما تتعلق قلوبنا به فقط و ليس بغيره. إضافة إلى ذلك نكون من أشد المخلصين لله تعالى عندما نتخلص من الرياء و النفاق، و هذا يتطلب صراعاً نفسياً هائلاً وكبيراً لأن النفس تحب المدح، و كبح جماح النفس و التحكم بها بدلاً من ان تتحكم فينا هو اولى الأشياء التي يجب علينا ان نقوم بها، لأنه بمجرد كبحنا لجماح أنفسنا فإننا نكون قد خطونا طرق وخطوات بعيدة نحو صلاحنا وإخلاصنا في طلبنا لمرضاة الله – عز وجل -، ومن هنا فإن الإخلاص في النية إلى الله تعالى وحده هو الضامن الوحيد إلى رضى الله تعالى عنا وإدخالنا جنانه، و فوزنا في الدنيا و الآخرة.