توعّد الله سبحانه و تعالى المشركين و الكّافرين بعذاب النّار و بئس المصير و في المقابل وعد الله عباده المتّقين بالجنّة و نعيمها ، و حذّر الله عباده من اتّباع الشّهوات و إضاعة الصّلوات و الاستهانة بالذّنوب ، فالمسلم حين يذنب فإنّ الذّنب ينكت على قلبه نكتةً أي يترك أثراً و سواداً على قلبه يتعاظم و يكثر إذا كثر ذنبه حتى يصل إلى مرحلة الرّان على قلبه - والعياذ بالله – فالمؤمن لا يستهين بذنبه و إن صغُر و قد حذّر النّبي صلّى الله عليه و سلّم من محقّرات الذّنوب لأنّها تجتمع على الرّجل و تهلكه و نهى عليه السّلام من كثرة السّؤال و القيل و القال وكثرة الكلام و إضاعة المال ، و كلّ ذلك يقرّب العبد إلى سخط الله و النّار و يبعده عن رضوان الله و الجنّة ، و قد ثبت في الصّحيح أنّ الجنّة قد حفّت بالمكاره و حفّت النّار بالشّهوات ، فالمسلم حريصٌ دائماً على اجتناب ما يغضب الله سبحانه بل هو حريصٌ على التنفّل و الإستزادة من الطّاعات و الخيرات ليزيد حسناته فيُرفع عند مليكه في درجاته ، فصوم يوم نافلةٍ في سبيل الله يبعد وجه المؤمن عن النّار سبعين خريفاً ، أعاذنا الله من النّار و عذابها .
و إنّ للنّار و عذابها أسماء ، فقد سميت بلظى نزاعةً للشّوى ، و سمّيت بسقر ، وسمّيت بالجحيم وسمّيت بالسّعير لأنّ النّار تسعّر فيها وإنّ جلود المعذّبين تتبدّل فيها باستمرار حتى يستمر عذابهم فكلّما نضجت جلودهم أبدلهم الله جلوداً غيرها – أعاذنا الله – و سميت بالهاوية فهي تهوي بصاحبها في نار جهنّم ليلقى من العذاب ما يلقى و سمّيت بالحطمة لأنها تحطِم من فيها تحطيماً و يحطّم بعضها بعضاً في مشهدٍ مرعبٍ مفزع ، يَنزع قلوب الكافرين .
و قد استعاذ النّبي صلّى الله عليه و سلّم من النّار و حثّ أصحابه على الأستعاذة منها فقال عليه الصّلاة و السّلام " اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنّم و عذاب القبر و فتنة المحيا و الممات و فتنة المسيح الدّجال " وقد ثبت في الصّحيح أنّه لا يبقى في النّار من قال لا إله إلا الله يوماً ، فيناله نصيبه من عذاب الله ثمّ يخرج ، نسأل الله تعالى عتق رقابنا من النّار إنّه و ليّ ذلك و القادر عليه .