قال الله تعالى (لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِن ضَرِيعٍ لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِن جُوعٍ) وقال أيضاً (إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الأَثِيمِ كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ ) بعد ان ارسل الله الكثير من الأنبياء والرسل لهدأية الناس إلى طريق الحق وانتشالهم وابعادهم عن طريق الضلال لم يبقى بعد ذلك سوى الثواب والعقاب وأمّا عقاب أهل النار وهم أهل الكفر والضلال فعقابهم النار خالدين فيها ابداً وسنتكلم هنا عن طعام أهل النار جزاءاً لهم على ما عملوه في دنياهم من الآثام والفواحش فطعامهم ما وعدهم الله به في أياته الكريمة هو الضريع وأيضاً الزقوم . أما الضريع فهو شوك أو نبات شوكي ينبت في أرض الحجاز يعرف بأسم الشبرق . عن ابن عباس رضي الله عنه قال (الشبرق هو نبات ذو شوك بالأرض فإذا هاج سمي ضريعاً)وعرف عن هذا النبات أنه لا تقربه أية دابة تمشي على الآرض لخبث هذا العشب وخبث طعمه فإذا كان رطباً اخضر . أمّا إذا تيبس ونشف سمي ضريعاً له رائحة نتنه مرٌ أمّاد مرارة من أي نبات اخر أمّاد مرارة من العلقم والصبر . وقيل عنه ضريع أيضاً لأنه أهل النار يتضرعون منه أي إنهم يطلبون من الله اعفائهم من اكله لأنه ذو طعم مٌر ورائحةٍ نتنه ذو أشواك صعبة .
أمّا طعام أهل النار الثاني هو الزقوم . والزقوم هي شجرة ذكرت في القرأن الكريم قال الله تعالى (أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ * إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ * إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ) وهي شجرة ذو خبث تضرب جذورها في قعر جهنم وأمّا فروع هذه الشجرة في منتشرة في جميع ارجاء جهنم وقباحة منظر ثمارها . الله سبحانة وتعالى يُِلقي على أهل الجهنم الجوع لفترات طويلة فلا يجدون طعأمّا سوى الأكل من هذه الشجرة الخبيثة حتى يملؤن بطونهم ثم تغلي ثمار هذه الشجرة في بطونهم كأنه الزيت يغلي في البطون فبضطرون الى شرب الحميم الذي يقطع امعائهم قال الله تعالى (وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ).
وطعام أهل النار أيضاً الغسلين لقوله تعالى (فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ وَلا طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ لا يَأْكُلُهُ إِلاَّ الْخَاطِؤُونَ) والغسلين في اللغة هو ما ينزل من الثوب اثناء الغسل وهو الطعام أو الشراب الذي يسيل من جلود وفروج وجروح الكافرين من أهل النار من شدة الحر والنار وهو اكثرهٌ من القيح والصديد والدم الفاسد ويقال له غساق أيضاً ولا يأ كله إلا اصحاب النار .
