كتب الله سبحانه و تعالى الموت على جميع خلقه ، فلا يوجد أحدٌ معصومٌ من الموت ، و قد أكّد الله سبحانه و تعالى هذه الحقيقة في كتابه الكريم حيث قال ( كلّ نفسٍ ذائقة الموت ) ، فقال بعض أزواجه كلّنا يكره الموت يا رسول الله ، فقال عليه الصّلاة و السّلام إنّه ليس كذلك ، و لكنّ المؤمن إذا حضره الموت جاءته الملائكة فبشّرته برضوان الله و نعيمه و جنّته ، فليس شيءٌ أحبّ إليه ممّا أمامه ، فأحبّ لقاء الله و أحبّ الله لقاءه ، و إنّ الكافر إذا حضره الموت بشّرته الملائكة بعذاب الله و عقوبته ، فليس شيءٌ أبغض إلى قلبه ممّا أمامه ، فيكره لقاء الله و يكره الله لقاءه .
فالمسلم إذا أراد إزالة المخاوف من الموت ، عليه أن يتزوّد بزاد التّقوى و الإيمان فهي خير سلاحٍ له في مواجهة مخاوفه ، و إن يقين المؤمن بالله و رحمته بعباده المؤمنين ، و عقيدته المبنيّة على أسسٍ و قواعد لا تهزّها الجبال تزرع في قلب المؤمن السّكينة و الطّمأنينة و الرّضا بحكم الله سبحانه و قضاءه .