ظهر في العالم الحديث مسألة الحصول على نسبة مقارنة بين الأشياء، ولأنّ الأرقام زادت بشكل كبير في المجال الواحد فنرى شركة اللحوم تصدر 50 ألف قطعة في اليوم في هولندا، وأخرى تصدر 20 ألف قطعة في اليوم في ماليزيا، ولكنّ الشركة التي في ماليزيا تعتبر شركة أكبر في تصديرها من شركة هولندا، وذلك بصنع نسبة بين إنتاج الشركة وإنتاج الوطن فيها، فالتي في هولندا قد تكون تصدر 50 ألف من مليون قطعة، ولكن التي في ماليزيا تصدر 20 ألف من 40 ألف قطعة، وهنا الفرق جلي وواضح لسيطرة أيّهما على السوق أكبر ولمن الحصة الأكبر، وكذلك في علم التفاعلات الكيميائية والفيزياء نحتاج النسبة لحساب التركيز في أحجام مختلفة، وفي الفيزياء لحساب الحركة في سرعات متعددة.
من أنواع النسب المشهورة هي النسبة المئوية والتي تجعل سقف المجموع 100 نقطة، بحيث أنّ تحول المجموع الكلي لكل العينة التي لديك إلى 100، ثمّ تقوم بوضع النسبة التي يتوافر فيها العينة الصغيرة التي تملكها إلى العينة الكبيرة مضروبا بـ 100%، لضمان توافق العينة مع النسبة التي وضعت.
فعلي سبيل المثال لو أنّنا نملك حصة لبيع الهواتف الذكية في سوق من الأسواق كسوق عكاظ تبلغ 50 ألف هاتف في الشهر، وكان هناك رجل يمتلك محلًا لبيع الهواتف الذكية هناك، ويبيع ما حصته 2000 هاتف في الشهر فهنا تكون النسبة كالتالي: فنقول بأنّ سوق عكاظ يمثل 100% وهي عبارة عن العينة الإجمالية 50 ألف، وصاحب الحصة يمثل (2000 مقسوم على 50000) 4% من حصة السوق الإجمالي.
وهذا يعتبر صالح لكل المجاميع الموجودة في الدنيا، حيث أي أمر يمكن إنزاله على قانون النسبة المئوية بجعل النسبة الكاملة 100 ونسبة العينة هي مقسوم العينة المرادة على العينة الكلية مضروبا بـ 100%.
من الملاحظات الواجب أخذها في عين الاعتبار أنّ النسبة المئوية قد لا تكون صالحة في حالة القيم الصغيرة جدًا، كالتي تكون في الميكرو والنانو، فيصبح التعبير عنها بأخذ عينة مقدراها 100 صعبًا للغاية، لذلك يمكن الاستعاضة عنها بنسب أقل يتطرق ووسائل لها أصحاب العلوم الحديثة، ولكن النسبة المئوية التي تمثل حجم العينة إلى مؤشر واضح هو المائة، وهو الأشهر بين كل تلك المقاييس؛ لوضوح معالمه غالب الأحيان والوقت.
من الأمثلة المشهورة على استخدام النسبة المئوية هو المسائل الرياضية الاقتصادية لحساب الفائدة وحجم الربح، فمثلًا لو كان لدينا منتج رأس ماله الأصلي يبلغ 5000 دولار وبعلمنا بعد بيعه كان بيعه بقيمة 6000 دولار، فإنّ قيمة الربح الناتجة عن بيع ذلك المنتج هي عبارة عن المبلغ الذي تمّ بيعه فيه مطروحا منه مبلغ رأس المال الأصلي، وبذلك (6000 مطروح منه 5000) يكون 1000 دولار ربح، ولمعرفة نسبته في المبلغ الأصلي لرأس المال نقول بأنّ (1000 مقسوم على 5000 مضروب بـ100%) النسبة بينهما تساوي 20%، أي أنّ نسبة الربح في كل منتج من رأس المال 20%، أي ما يعني مضاعفة للمال الذي استخدم في الإنتاج بنسبة 20% لكل قطعة، وهذا يفيد في حال الرغبة لحساب الربح في 5 قطع، فإنّها ستكون إجمالي رأس المال مضروبًا في نسبة 20%، والذي سيكون الربح مباشرة وهو الربح المتوقع قبل البدء بعملية الإنتاج.