يعاني الكثير من الطلاب بكافة المستويات التعليمية منذ دخولهم للمدرسة في المراحل الإبتدائية ، و حتى بعض طلبة الدراسات العليا ، من عقبات في القدرة على المذاكرة و الحفظ في عدة مواد ، و يعود ذلك للطرق ووسائل الخاطئة في الدراسة و بعض الطرق ووسائل الخاطئة بالشرح من قبل المعلمين ، بالطبع يؤثر ذلك على درجات هؤلاء الطلبة و تقديراتهم في مختلف مستوياتهم التعليمية ، كما يمكن أن يحبطهم و يجعلهم غير متشجعين للتقدم بدراستهم و تخطي مراحلها . معظم هؤلاء يجهدون قبل اليأس للجوء لطرق ووسائل عملية تساعدهم على الحفظ السريع والقدرة على استرجاع المعلومات ، و لكنهم غالباً ما يواجهون الفشل ، فهم إما يبذلون مجهود خاطئ و غير منظم ، و إما أن يستسلموا لليأس ويتقاعسوا عن الدراسة ، و لكن الأجدر بالطالب أن يعلم أنّه مهما كان قد وصل من مراحل التعليم فليس هناك وقت متأخر لكي يتدارك نفسه و يحصل على تعليمه وشهادته ، حتى وإن اجتاز كامل مرحلتي الأبتدائي والإعدادي بمستوى متدني فبإمكانه تجاوز هذا في الثانوي .
ليس على الطالب سوى اكتشاف بعض الأمور و من ثم معالجتها ، بداية يجب أن يتخلّص من الإصرار على طرقه التقليدية التي اعتاد اتباعها في الدراسة كونه رأى أن نتيجتها لم تكن مرغوبة ، ولا يحصر نفسه بها ويقول لا أعرف أن أدرس إلا بهذه الطريقة ، لأن كل شص يستطيع تغيير عاداته إن كانت لديه الإرادة اللازمة ، ومن هذه النقطة يجب عليه الإنفتاح على نفسه و دراستها ليعرف مواطن قوته و مواطن ضعفه ، هل هو سريع الحفظ ولكنّه يحتاج لوقت أكبر للتحليل والفهم ؟ هل لا يستطيع أن يحفظ إلا بعد أن يفهم ؟ وهكذا . ثم عليه أن يجد الطريقة الاحسن وأفضل له ، هناك طرق ووسائل عامة أثبتت أن لها تأثيراً أكبر بالحفظ ، كأن يقرأ الطالب النص ، و من ثم ينسخه بتروٍ وهو يقرأه ويتمعن فيه ، و هذه الطريقة تجعل الطالب يتواصل بصرياً عن طريق النظر و عملياً عن طريق الكتابة ، وسمعياً عن طريق ارتفاع صوته قليلاً وهو يقرأ ، مما يجعل حواسه تتعرف على المادة بثلاث طرق ووسائل فيسهل حفظ المعلومة و كأنه حدث عايشه ، أما في المواد التي تتطلّب الحل و الفهم أكثر من الحفظ ، كالرياضيات و الفيزياء ، فيستحسن أن يرى المسألة جيداً و يفهم حيثياتها ونقاطها و كيف تمت الاختصارات فيها ،وغير ذلك ، قبل حفظ قانونها حفظاً ، عليه أن يطبقه وكأنّه طرق وخطوات يراها أول مرة ويفهم كل خطوة ، ويرى ما النقاط المعتمدة على القانون والنّقاط المعتمدة على قوانين الرياضيات كالإختصارات وغيرها ، لكي يقوم بتطبيقها حسب كل مسألة وما يتطلّب فيها .