لا يمكن فصل هندسة الحاسوب عن باقي أنواع وفروع الهندسة، أو عن باقي التخصصات الجامعية، فكل هندسة أو كل تخصص جامعي له خصائصه ومميزاته وارتباطاته بالعلوم الأخرى، فاليوم يشهد العالم تداخلاً كبيراً في أنواع العلوم المختلفة وهذا التداخل إنما نتج ابتداءً نتيجة التفرعات الكثيرة للعلوم الرئيسية، حيث ان هذه الفروع تتشابه مع بعضها بشكل كبير جداً وتتقاطع في نقاط كثيرة مشتركة فيما بينها، ومن هنا وانطلاقاً مما سبق يمكننا تعريف ومعنى هندسة الحاسوب ببساطة أنها جزء وفرع هام جداً من الهندسة الكهربائية، ذلك التخصص الكبير والعنوان الهندسي العريض الذي يضم العديد من التخصصات الفرعية والتي تتفرع من هذا التخصص والتي تتشابه وتتقاطع بشكل كبير جداً فيما بينها، حيث تتقاطع هندسة الحاسوب مع الهندسة الإلكترونية ومع أنواع أخرى من أنواع الهندسات التي هي أيضاً بدورها تتفرع من الهندسة الكهربائية.
تعد هندسة الحاسوب اليوم هندسة هامة جداً وذلك نظراً لتنوع مجالاتها، فبالإضافة لاهتمامها الشديد وارتباطها الوثيق بالمكونات المادية لجهاز الحاسوب فهذا التخصص يهتم أيضاً بالبرمجيات التي تشغل الحاسوب سواء كانت أنظمة تشغيل أم كانت تطبيقات تثبت على هذه الأنظمة ويكون لها وظائف خاصة، فمهندس الحاسوب هو مهندس قادر على البرمجة بشكل كبير جداً وقادر على التعامل مع العديد من لغات البرمجة، إلى ذلك يهتم مهندس الحاسوب ويكون قادراً على أن يتعامل مع أنواع الشبكات الحاسوبية التي تربط العديد من الأجهزة مع بعضها البعض، إضافة إلى ذلك فهو مهندس قادر على أن يتعامل مع أنواع الدوائر والأنظمة الكهربائية المختلفة والتي تتعلق بالحاسوب وبكل تطبيقاته وأشكاله، فالحاسوب لا يطلق فقط على الشكل المتعارف عليه فقط، بل يمتد ليشمل العديد من الأشكال الأخرى. إضافة إلى ذلك فإن مهندس الحاسوب يكون قادر وبشكل كبير على التعامل مع الروبوتات والأتمتة وما إلى ذلك.
أما مجالات العمل لهذا النوع من التخصصات فهي مجالات متنوعة، فالسوق اليوم يحتاج إلى ملئ الشواغر التي تحتاج إلى العديد من الكفاءات المدربة في هذا المجال، بحيث تتفاوت هذه الشواغر ونسبتها من دولة إلى أخرى، إلا أنه بالعادة تخصص هام جداً لسوق العمل وللعديد من أنواع الأعمال المختلفة والمتنوعة. وحتى يصبح الإنسان المهتم مهندس حاسوب معترفاً به قادر على ممارسة المهنة، فعليه أولاً ان يحقق متطلبات الدخول إلى كلية الهندسة حسب القوانين والتعليمات المطبقة في الدولة، ثم وبعد ذلك عليه أن يحقق متطلبات التي تؤهله لدراسة هذا التخصص وهو هندسة الحاسوب.
