لغة الإشارة
تعدّ اللغة مجموعة من الرموز المتعارف عليها، التي تتكامل مع بعضها مؤلفةً الصيغ والمفردات والجُمل، تستخدم كوسيلة للتخاطب وتبادل الأفكار والمشاعر بين أفراد المجتمع الواحد، وترتبط بالتفكير والعمليات العقلية المختلفة، ولغة الإشارة كباقي اللغات المتعارف عليه، فما المقصود بلغة الإشارة.
لغة الإشارة هي مجموعة من الإشارات المعبّرة عن المفردات والجمل، وهي رموز حركيّة بصرية، تلخص اللغة في قوالب إشارية يستخدمها الصم في التخاطب وتبادل الأفكار والمشاعر، وهي لغة استبدلت النطق بالحركة والسمع بالبصر، لذلك فهي لغة تقوم بالأساس على البصر ومرونة الحركة والسرعة في الأداء، فتراهم أي الصم من أدق الناس ملاحظةً، وأسرعهم حركة، كما أنّها البديل لسمعهم ونطقهم .
على من يرغب بتعلم لغة الإشارة أن يقترب من مجتمع الصم أولاً، وهو مجتمع لطيف يحبّ من يسعى لتعلّم لغته، ويهتمّ بالاندماج معهم ومخالطتهم، ويجب البدء بالتعرف إلى الأبجديّة الأصبعية، وهي مجموعة من الحركات الرمزية التي تقابل الحروف الهجائية في اللغة العربية أو أي لغة أخرى فلكلّ لغة أبجديتها، ثمّ الانتقال لتعلّم الرموز الخاصة بتعابيرهم اليومية، مثل طرق ووسائل إلقاء التحية، وأيام الأسبوع، ورموز الوقت، وطرق ووسائل المواصلات، والأنشطة المرتبطة بهم وغيرها.
إنّ الالتحاق ببعض المراكز والأندية الخاصة بالصم يساعد كثيراً في تعلم لغة الإشارة، فخير مكان لتعلّم أي لغة هو خوض تجربة اللغة في ميدانها الأصيل، كما أنّ هناك بعض قواميس الإشارة التي يمكن لأي فرد تعلم لغة الإشارة عبرها، فهناك مثلاً القاموس العربي الإشاري الموحد، وهي نسخة عربية لبعض المفردات التي تساعدك في التعامل مع الصم.
تعلّم لغة الإشارة
- كن مواجهاً للشخص الأصم، قف وجهاً لوجه لتتأكّد من رؤيته لحركتك بوضوح.
- تكلم بوضوح دون مبالغة في اللفظ وكن مرحاً .
- حرّك يديك أمام جسمك ودون أن تغطّي فمك؛ فالأصم يجمع بين حركتك وقراءة شفاهك .
- لا تجذب الأصم بقوة نحوك، ولا تقطع له حديثاً، بل انقر على كتفه بلطف لتكسب انتباهه لك.
- لا تطل كلامك، اجعله مختصراً وسهلاً، فالأصمّ يمل الجمل الطويلة.
- لا تتردّد بالطلب من الأصم تكرار كلامه إذا لم تكن تفهم قصده.
- راعِ استخدامات الإشارات وضعها في المكان الصحيح لأنّ ذلك ربما يربك الأصم في فهم حديثك.
لغة الإشارة ربما تكون ميّزةً حباك الله إياها، لمساعدة أفراد تقوقعوا على مجتمعهم الخاص، وباتوا بعيدين عن أقرانهم الأسوياء، بيدك أن تكون سبباً في نشر وعي بينهم وتعليمهم ما يعجز عنه الأقرب لهم، لا بد من التذكير أنهم أفراد كما نحن ولربّما كانوا يملكون ما لا نملك.