العود من الأشجار المعمرة ، و العود بحد ذاته ليس نوعاً واحداً من الأشجار ، و إنما أنواع مختلفة ، أما عن الموطن الأصلي لهذا الشجر فهو غالباً يكثر في جنوب شرق القارة الآسيوية ، بحيث يكثر في فيتنام و الصين و الهند ، هذا و تشير كثير من المراجع العربية إلى أن الهند هي أول بلد عرف فيها هذا الشجر ، وعن طريق الهند وصل للعرب أثناء الزيارات الدعوية للدين الإسلامي في نهاية القرن السادس عشر ، هذا و في إيران أيضاً يزرع العود بشكل كبير و نتيجة لقرب إيران من دول الخليج فإنه يورد جزء من إنتاج تلك الأشجار إلى البلاد العربية و خصوصاً دول الخليج العربي التي أصبحت تهتم بالعود بشكل كبير.
الطريقة التي ينتج بها دهن العود ( و هو المستخدم في العطور ) غريبة بعض الشيء ، فالرائحة المميزة للعود لا تنتج إلا عندما تصاب الشجرة بمرض ناتج عن نوع من الطفيليات و التي تستعمر الشجرة و تلقي فيها نواتج عملياتها الحيوية من فضلات و براز ، مما يتسبب في الموت البطيء جدا للشجرة ، و حقيقة هذه العملية تستغرق أكثر من عشرة سنوات و ربما أكثر من 15 سنة حتى تموت الشجرة بالكامل بسبب التعفن ، و كلما زادت المدة المنقضية بعد موت الشجرة و حتى الحصول على الدهن كان الدهن أغلى و أجود ، فيفضل مرور أكثر من 10 سنوات أخرى قبل إستخراج الدهن ، أي أن الحصول على دهن العود يتطلب حوالي ربع قرن مع وجود شرط مرض الشجرة ، و من هنا يتبين سبب غلاء دهن و عطر العود .
متوسط عمر أشجار العود هو من 70 إلى 150 عام و هو أنواع كثيرة تقريبا ستة عشر نوعا موزعة على عدة دول كلها في جنوب شرق آسيا تقريبا ، وفيما يلي بعض أسماء تلك الأشجار من العود و أماكن تواجدها على سبيل المثال :
- كنّام : أصلها من فيتنام ، و ماليزيا،
- ساسورا : موطنها الهند .
- كيارا : وأصل هذه الشجرة تايلاند و ماليزيا
- كراسنا : توجد في الهند، فيتنام ، و ماليزيا،
- ملاسنسيس : توجد بالهند .
- منابان : توجد في فيتنام ، و تايلاند .
- فيلاريا : موطنها الصين.
خشب العود و دهنه اليوم يعتبر من أهم مظاهر الغنى و الرقي من قبل العالم العربي و خاصة في جزيرة العرب و دول الخليج العربي،و إنه من الملفت لك عندما تدخل بيتاًَ من بيوت الخليجيين فتجد الرائحة العطرة التي تنتشر بالمكان بأكمله، والسبب أيضاً في القيمة الثمينة للعود هو صعوبة الوصول لتلك الأشجار و الفترة الزمنية الطويلة للحصول على الرائحة الطيبة له و وعورة الأماكن التي ينمو بها والأشجار الكثيفة المتشابكة التي تنمو حوله .
الواقع إنّ شجرة العود إذا أخذ من خشبها وهي لا تزال حيّة، فإنّ هذا الخشب لا رائحة له، و إنما تخرج الرائحة بعد تعفن الخشب كما قلنا لكي يتحوّل خشبها إلى خشب له رائحة زكية و يستخرج منه الدهن.