تكثر الأمراض النسائية وتتعدد ؛ بسبب اختلاف الأعضاء عند المرأة، وحساسية تركيبها ؛ لأنها حضن الإنجاب والتكاثر، وأصبح التعامل مع أمراضها الخاصة عسيراً، يحتاجُ إلى طبيب مختص، يفحصها ويشخصها ويعالجها، ومن ضمن قائمة هذه الأمراض التي تطول، مرض تكيس المبايض، فما هو؟ وكيف يحدث؟ وما أعراضه وعلاجه؟
قد يحدث اضطراب هرموني للمرأة التي بسن الإنجاب ؛ فيؤدي إلى تضخم حجم المبايض، بحيث تتكون من تكيسات صغيرة ومتعددة على طول الحافة الخارجية للمبيض، وتحدث سماكة في قشرة المبيضين، فلا يستجيب بالشكل الطبيعي للهرمونات المحفزة ؛ مما يؤدي لنمو عديد من البويضات في الشهر الواحد، بدلاً من بويضة واحدة، ولا تصل هذه البويضات للحجم المناسب، الذي يؤهلها لحدوث الحمل، فتضعف خصوبة المرأة.
وسبب تكيس المبايض مجهول حتى الآن، إلا أن هناك عوامل تساعد على حدوثه، مثل: تاريخ العائلة، ومدى الإصابة بهذا المرض لديهم، ومقاومة الأنسولين التي تحفز إنتاج هرمونات ذكرية، وحدوث التهابات بسبب تناول بعض الأطعمة كالتوابل الحارة، وقد يحدث اضطراب جنيني، يعمل على تراكم الدهون في البطن.
وفي حالة تكيس المبايض، لا يتم إنتاج هرمون البروجستون في النصف الثاني من الدورة، ويزيل بطانة الرحم، ويعمل على نزولها ؛ فتنشأ أكياس صغيرة داخل المبيض، تؤدي إلى كبر حجمه وتضخمه.
وتلاحظ المرأة ظهور أعراض التكيس، بكثافة الشعر الزائد في جسدها، وعدم قدرتها على الإنجاب، وارتفاع ضغط الدم، وتأخر الحمل، واضطراب في حدوث التبويض، واضطراب في الدورة الشهرية، مع ازدياد الوزن والبدانة، وقد تعاني من حب الشباب والصلع والاكتئاب.
وغالباً تتوجه المرأة للطبيب المختص بأمراض النساء للتشخيص، فيجري الفحص الفيزيائي للجسم والحوض، وقد يطلب عمل تصوير بالموجات فوق الصوتية، للكشف عن التكيس بصورة أوضح وأدق.
ويكشف عن مستوى تركيز الهرمونات من خلال فحص الدم، ويعالج بالأدوية الطبية المخصصة لوقف النشاط الهرموني وتنظيمه، للمساعدة على تنظيم الدورة الشهرية والإباضة، وأدوية أخرى تضبط إنتاج الهرمونات الذكرية، للسيطرة على إنتاج الشعر الزائد، وقد يحدث تدخل جراحي لإزالة التكيسات من جدار المبيض، وتحدث باستخدام أشعة الليزر، وبذلك يحدث تحفيز للإباضة وتنتهي المشكلة.
وقد يتطور مرض تكيس المبايض، إلى سرطان في البطانة الرحمية، وهذا بسبب تركز هرمون الإستروجين، بالإضافة لالتهاب الكبد، الناتج عن تراكم الدهون في الكبد، وتزيد نسبة احتمال الإصابة بضغط الدم، ومرض السكري، وحدوث انقطاع نفس أثناء النوم، واختلالات في شحوم الدم.
ومن الأدوية: ميتفورمين، ايفلورنثين، سيترات كلوميفين، سبيرونولاكتون، والتي تعمل على تخفيض مستوى الأنسولين في الدم، وهذه الأدوية لها أعراض جانبية كالصداع، والدوخة، والغثيان، والانخفاض الشديد في الدم.
وللحصول على الشفاء بشكل أسرع، يجب على المرأة أن تتناول القدر الكافي من الخضراوات، والالياف الطبيعية، وتمارس التمارين الرياضية، التي تساعد على تحفيز منطقة الحوض والرحم، والابتعاد عن مصادر التدخين ومجالسة المدخنين، حفاظاً على صحتها العامة.