الحقن داخل الرحم هو نوع من أنواع الإخصاب ليحدث الحمل بإذن الله. وهي أسهل طريقة وأقل كلفة من نظيراتها، وتكون في الحالات التي لا يكون فيها العُقم شديداً، ولكن تكون حركة الحيوانات المنوية قليلة أو أعدادها غير كبيرة؛ أو تكون ضعيفة نسبياً وليس بدرجة كبيرة. وهذه المرحلة تكون الأولى في مراحل علاج و دواء تأخر الإنجاب، وتأتي قبل الحقن المجهري وأطفال الأنابيب.
تعتبر من أسهل الطرق ووسائل للإخصاب؛ كونها تُعالج تأخر الإنجاب، وليست مختصة بالعُقم، فالزوجين الذي يعاني أحدهما أو كليهما من العقم، لا تُفيد معهم هذه الطريقة. وأقل كلفة من ناحية الأدوية التي تُعطى للطرفين والإجراءات الطبية تكون أسهل. ولكن ما يعيبُ هذه الطريقة هو احتمالية تكرارها العالية، ويجب التأكد من أن قناتي فالوب داخل الجهاز التناسلي الأنثوي ليست مغلقة، وذلك يتم قبل البدء بعملية الحقن؛ عن طريق التنظير البطني أو أشعة الصبغة على الرحم والأنابيب. ويجب التنويه أن هذه الإجراءات جميعها وما يتبعها من إجراءات حتى يتم الحقن؛ يجب أن يتم في مركز مؤهل لذلك، ومعتمد من قِبل وزارة الصحة في بلدك.
ولا تمم هذه العملية إلا بمشاركة الزوجين، فيقوم الزوج بأخذ مقويات للحيوانات المنوية، والزوجة بأخذ أدوية لتنشيط الإباضة لديها. ولا ينصحُ الأطباء بأن تأخذ الزوجة أدوية منشِّطة للإباضة إذا كان الزوج هو وحدهُ من يُعاني مشكلة في الخصوبة. يتم تحديد موعد الإباضة عند الزوجة بدقة بناءاً على اختبارات عديدة وتتبُّع لدورتها الشهرية، فيقوم الزوج في ذلك اليوم بإعطاء عينة من السائل المنوي، ويتم تقديمها للمختصين في المركز خلال أربع ساعات على الأكثر، حيث يقوم المختبر بتنظيف العينة إذا كانت تحتوي على شوائب، ثم تركيزها وعزْل الحيوانات المنوية الضعيفة. بعد ذلك يقوم الطبيب المُختص بأخذ العينة في أنبوب، وتجلس الزوجة في وضعية الفحص النسائي، ثم يتم إدخال أنبوب عن طريق المهبل إلى الرحم؛ وبعدها يُحقن السائل المنوي المأخوذ من الزوج.
تستغرق هذه العملية من عشر دقائق إلى ربع الساعة بحد أقصى، وهي لا تُسبِّب أية آلام وليس لها أية أعراض جانبية تُذكر؛ إلا في بعض الحالات القليلة جداً، إدخال الأنبوب المهبلي قد يسبب إزعاجاً بسيطاً للزوجة، ولكنه غير مؤذي على الإطلاق، وفي حالات قليلة قد يُسبِّب آلاماً تشبه آلام الدورة الشهرية، إذا كانت الزوجة غير مرتاحة أو حصل لديها شد أثناء إدخال الأنبوب المهبلي. وبعد انتهاء هذه الإجراءات؛ تستلقي الزوجة على ظهرها لمدة لا تتجاوز النصف ساعة، ثم يمكنها بعد ذلك من متابعة أمور حياتها وبشكل طبيعي.
بعد أربع عشرة يوماً، يجب أن يتم عمل فحص دم للتأكد من أن الحمل قد تم بإذن الله، وخلال هذه الفترة يجب على المرأة أن تراعي نفسها وصحتها، فلا تتعب ولا تُجهِدُ نفسها، وتحاول أن تستلقي قدرَ المستطاع، مثلها مثل أي امرأة في بداية شهور حملها. أما إذا لا سمح الله لم يحدث إخصاب في هذه المرة، فيمكن للزوجين أن يُعاوِدا الكرَّةَ مرةً أخرى في الشهر التالي. ويب أن نتذكر دائماً؛ أنّ الأطفال نعمة من الله سبحانه وتعالى، ويجب ألا نقنط من رحمته عزَّ وجل (قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ).