الجهاز الهضمي هو أحد أجهزة جسم الإنسان، والذي يهتم بالعمليّة الغذائيّة في الجسم والحفاظ على طاقته. قد يصاب الجهاز الهضمي بأمراض عدّة، منها الخطيرة والتي قد تسبّب الوفاة، لأنّها تضرّ بعضو منهم في الجسم كالكبد مثلاً، ومنها ما يمكن معالجته وأخذ الحيطة فيه. ومن الأمراض التي تصيب هذا الجهاز مرض كرون (داء كرون)، فتعرف على ما هى حقيقة هذا المرض؟ وما أعراضه؟ وكيف يمكن الوقاية منه وعلاجه؟
داء كرون مرض مزمن ونادر، وهو يصيب الجهاز الهضميّ بشكل عامّ والطبقات النسيجيّة للجهاز بشكل خاصّ، فقد يصيب جميع أعضاء الجهاز الهضمي من الفمّ حتى الشّرج. وتكثر إصابته للأمعاء الدقيقة، حيث يتفشّى بشكل كبير في منطقة الأمعاء، ولذلك فإنّه يسمّى أيضاً مرض الأمعاء الإلتهابي، وقد ينتشر المرض من الأمعاء إلى بقيّة أعضاء الجهاز الهضميّ.
سمّي داء كرون بهذا الاسم نسبة للطبيب الأمريكي الذي تعرّف على هذا المرض للمرّة الأولى - بوريل كرون -، وذلك عام 1932 م. يعتبر مرض كرون مرضاً وراثيّاً، ولكنه معروف بإصابته للمراهقين والشباب من عمر الخامسة عشر حتى الخامسة والعشرين تقريباً.
قد يصعب فحص وتشخيص هذا المرض على الأطبّاء أحياناً في البداية، لأنّ أعراضه تتشابه كثيراً مع أعراض لأمراض أخرى قد تصيب الجهاز الهضمي. فمن أعراضه الشعور بألم شديد في البطن خاصّة في الجهة السفليّة، وآلام في المفاصل، وارتفاع في درجة حرارة الجسم، والإسهال الدائم، وحدوث نزيف في الشرج، والشعور العامّ بالخمول والتّعب وفقدان الشهيّة للطعام، وتبعاً لها فقدان الوزن السريع. ويتمّ فحص وتشخيص المرض من خلال فحصوصات الدّم، وفحوصات البراز، أو عن طريق صور الأشعّة الطبقيّة، أو من خلال المنظار.
أمّا الما هى اسباب المؤدّية لهذا المرض، فهي كثيرة، ولكنها تندرج تحت ثلاثة أبواب؛ فمنها: سبب وراثيّ، حيث يعتقد العلماء أنّ 20% من المصابين بالمرض مصابون به وراثياً، وانتقل إليهم عن طريق الجينات في العائلة. أمّا السبب الثاني فهو يتركز في كون جهاز المناعة للجسم قد تحسّس من بعض الأدوية فتسبّب بالمرض. أمّا السبب الثالث فقد أرجعه الباحثون إلى "التّدخين"، حيث وجدوا أنّ هذا المرض يتفاقم وتزداد حدّته مع التّدخين.
بناءً على مسبّبات المرض المذكورة أعلاه، نجد أنّ الوقاية من المرض وعدم الإصابة به قد تكون صعبة أحياناً، لكن التّدخين أحد المسببات الرئيسة التي يجب الابتعاد عنها، وكذلك فإنّ من المؤكّد أنّ اتّباع نظام غذائي صحيّ وجيّد يساعد في الحفاظ على جهاز هضمي سليم.
أمّا علاج و دواء هذا المرض فهو يهدف إلى السيطرة على الإلتهاب الأمعائي، والتخفيف وانقاص من أعراض المرض لا أكثر، ويكون ذلك بتناول الأدوية المناسبة والتي تمنع زيادة الالتهابات، وقد يتطوّر أحياناً للجراحة. وبما أنّ تشخصيه صعب ويستغرق وقتاً لا بأس به، فإنّ الزيارة المستمرة للطبيب محبّبة لمتابعة الحالة.