عثمان بن عفان رضي الله عنه ذو النورين وذو الهجرتين... من أصدق الناس حياءً... ثالث الخلفاء الراشدين وأحد المبشرين بالجنة الذي قتل مظلوماً بحسب ما قال النبي محمدٍ عليه احسن وأفضل الصلاة وأتم التسليم ومن أكثر الناس الذين كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحبهم وأحبه المسلمون جميعاً بمختلف أماكنهم، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحب عثمان بن عفان حبّاً كبيراً ولهذا قام بتزويجه ابنته رقية التي هاجرت معه الهجرتين إلى الحبشة وإلى المدينة، وقد تخلف رضي الله عنه عن غزوة بدر لمرضها وبعد أن توفيت رضي الله عنه زوجه الرسول صلى الله عليه وسلم ابنته أمّ كلثوم وهذا سبب إطلاق لقب ذي النورين عليه رضي الله عنه فقد جمع بين نوري ابنتي الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقد كان عثمان بن عفان من أكثر الناس الذين عانوا وبذلوا الكثير من دمائهم وأموالهم في خدمة الإسلام والمسلمين فقد كان رضي الله عنه من أوائل المسلمين على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه فكان بذلك من السابقين دخولاً في الإسلام، وعندما دخل رضي الله عنه إلى الإسلام عانى الكثير من ظلم عمه الحكم بن أبي العاص ولقي من العذاب ما لا يطاق وهذا ما دفعه إلى الهجرة إلى الحبشة برفقة زوجته رقية رضي الله عنهما.
وأمّا في بيعة الرضوان عندما بعث الرسول صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان سفيراً عن المسلمين وتسرب خبر مقتله للمسلمين قام الرسول بمبايعة الصحابة على قتال المشركين فبايعوه حتى الموت جميعاً وقال محمد صلى الله عليه وسلم بيده اليمنى:" هذه يد عثمان" وضرب بها على يده، أمّ في جيش العسرة وهو الجيش الذي انطلق لغزوة تبوك وقد كانت هذه الغزوة في وقت عسرة شديدة وقحط حاصل بالمسلمين فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين بالصدقة لتجهيز الجيش وقد كان عثمان من أغنياء المسلمين فأتى رضي الله عنه بألف دينار ونثرها في حجر الرسول صلى الله عليه وسلم فبشّره عليه الصلاة والسلام بالجنة ودعا له ومن الناس من يقول أنّه جاء بعشرة آلاف، كما أنّه رضي الله عنه قام بتجهيز الجيش بغير ذلك أيضاً.
وبعد وفاة عمر بن الخطاب واستقرار المسلمين على عثمان خليفة لهم قام بالأمور العظيمة من الفتوحات التي أكملها من بعد عمر بن الخطاب وغيرها وكان من أهم أعماله جمع المصحف لخوفه عليه من تغيير لهجته من بعد اتساع رقعة الدولة الإسلامية فأمر بجمعه على لغة أهل قريش واستمر ذلك حتى توفي رضي الله عنه شهيداً بعد اثنتي عشر سنة تولى فيها خلافة المسلمين وذلك نتيجة للفتنة التي حدثت بين المسلمين.