الصحابي الجليل عبد الرحمن بن صخر الدوسي ( أبو هريرة )، هو واحد من صحابة رسول الله الأعظم – صلى الله عليه وسلم -، والذي اشتهر بروايته للحديث الشريف، وهو يعود في نسبه إلى قبيلة تسمى قبيلة دوس بن عدنان وكانت هذه القبيلة تعيش في منطقة تسمى بمنطقة أزد شنوءة القريبة من مكة المكرمة، من أزد شنوءة هناك زهران ومن زهران دوس وهي التي ينتمي إليها الصحابي الجليل أبو هريرة – رضي الله عنه -، وأزد السراة وتحديداً زهران تتواجد في المنطقة ما بين الطائف ونجران بالقرب من مكة المكرمة.
كنّي الصحابي الجليل أبو هريرة – رضي الله عنه – بهذه الكنية لأنه كان عنده هريرة صغيرة الحجم ومن هنا كني بأبي هريرة، أسلم هذا الصحابي الجليل على يد الصحابي الدوسي الآخر الطفيل بن عمرو الدوسي، وذلك في السنة السابعة من الهجرة النبوية الشريفة، وهو الوحيد من القبيلة الذي استجاب لدعوة الطفيل بالإضافة إلى عائلته طبعاً. وكان أبو هريرة مع الطفيل عندما أراد الطفيل أن يدعو رسول الله الأعظم – صلى الله عليه وسلم – على قبيلة دوس بسبب عدم استجابتهم لدعوته، عندها خاف أبو هريرة على قومه وقال بينه وبين نفسه " هلكت دوس " فما كان من الرسول – صلى الله عليه وسلم – إلا أن دعا لهم بالهداية.
كان أبو هريرة من علماء الصحابة وخاصة في الحديث النبوي الشريف، وقد شهد له في هذا الأمر عدد كبير من الصحابة على رأسهم عبد الله بن عباس، وزيد بن ثابت، وأبو أيوب الأنصاري، وعبدالله بن عمر، وأم المؤمنين عائشة، وأبو موسى الأشعري، وأنس بن مالك، وأبي بن كعب وغيرهم الكثير، بالإضافة إلى الصحابة فقد شهد له جمع غفير من التابعين ومنهم عطاء بن رباح، وقبيصة بن ذؤيب، وعروة بن الزبير، وأبو صالح السمان، ومجاهد، وابن سيرين، ونافع مولى ابن عمر وغيرهم الكثير من التابعين. كما وقال الإمام البخاري – رضي الله عنه – أنه قد روى عنه ما لا يقل عن ثمانمائة شخص.
شارك أبو هريرة – رضي الله عنه – مع الرسول الأعظم في الغزوات خيبر وما تبعها كمؤتة، وشهد حروب الردة أيضا، وتوفي بعد عمر طويل قارب الـثمانية وسبعين عاماً، حيث توفي – رضي الله عنه - في المدينة المنورة ودفن في البقيع في العام السابع والخمسين من الهجرة أي بعد وفاة الرسول - صلّى الله عليه وسلم - بما يقارب سبعة وأربعين عاماً.