أورد المؤرخون الذين أرّخوا السيرة النبوية الشريفة أنه كان هناك ثلاث مرضعات للرسول الأعظم محمد – صلى الله عليه وسلم – وهنَّ، السيدة آمنة بنت وهب، وحليمة بنت أبي ذؤيب السعدية، وثويبة مولاة أبي لهب، فأمّا آمنة بنت وهب فهي والدة الرسول الأعظم محمد – صلى الله عليه وسلم – وهي المرضعة الأولى من مرضعات الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم -. وبعدها استلمت هذه المهمة ثويبة مولاة أبي لهب، وهي التي أعتقها أبو لهب، فقامت هذه المرضعة بإرضاع الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم – بلبن ابنها الذي كان يسمى (مسروح)، وهي ذات المرضعة التي أرضعت أيضاً عم الرسول حمزة بن عبد المطلب بالإضافة إلى إرضاعها لأبي سلمة، ومن هنا فإن حمزة بن عبد المطلب وأبو سلمة هما أخوا الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم – بالرضاعة.
وكانت العادة العربيّة في ذلك الوقت أن يأخذوا أبناءهم إلى البادية ليرضعوهم هناك، فقد جاءت مجموعة من النسوة المراضع إلى مكة المكرمة وكنَّ من قبيلة بني سعد بن بكر، حيث كنََّ يطلبن الأطفال ليرضعنهم، فأخذت حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – لترضعه، وكانت ترضعه مع ابن لها يسمى عبد الله، وكانت ترضعه في بادية بني سعد، وكان لها زوج واسمه الحارث بن عبد العزى، أمّا بناتها فكن اثنتين وهما الشيماء وأنيسة، والشيماء هي التي كانت ترعى رسول الله محمد – صلى الله عليه وسلم – مع والدتها حليمة السعدية.
ويقال بحسب ما أورده الرواة أنّ رسول الله عندما أخذته المرضعة حليمة السعدية لترضعه انقلب الحال في منطقة سكنهم وإقامتهم، فقد كانوا يعانون من القحط والجدب، فعندما وصل الرسول إليهم انقلب حالهم إلى احسن وأفضل حال، وامتلأ الضرع، واخضرت الأرض. مكث الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم – عامين كاملين في بني سعد، إلى أن فطم. وكانت حليمة السعدية تأخذه لزيارة أمه بين الحين والآخر، وبعدما فطم الرسول محمد، أرادت حليمة السعدية أن تبقيه معها في البادية، وذلك بسبب ما رأته منه من بركة حلت عليها وعلى قومها، فاستطاعات إقناع و ماسك السيدة آمنة بنت وهب بذلك، وبالفعل بقي الرسول معها مدة أخرى من الزمن.
أمّا بالنسبة لحادثة شق صدر الرسول محمد من قِبل الملاك حبريل، وإخراجه العلقة منه، وغسيله له، ثمّ إعادته إلى مكانه، فهي حادثة أقرها بعضهم وأنكرها البعض الآخر، فهي موضع خلاف بين المختصين. أمّا حاضنة الرسول محمد التي احتضنته ورعته إلى أن كبر فهي أم أيمن التي كان الرسول كلما نظر إليها قال: (هي بقية أهلي ).