حين يتحدّث النّاس عن النّبي محمّد عليه الصّلاة والسّلام فإنّما يتحدّثون عن نور الأمّة وضيائها وطبّ القلوب ودوائها، النّبي العربيّ الأمّي الذي بعثه الله تعالى برسالة التّوحيد الخالدة ليخرج النّاس من ظلمات الشّرك والكفر والضّلال إلى نور التّوحيد والهداية، وقد اصطفاه الله تعالى من بين خلقه واجتباه، وقد كان يعرف في قومه بالصّادق الأمين لما كان فيه من الخصال الحميدة، وقد كان عليه الصّلاة والسّلام يتعبّد في غار حراء قبل أن يأتيه الملك جبريل عليه السّلام ويبدأ الوحي بالنّزول عليه، ليستمر النّبي الكريم بعد ذلك صامدًا على دعوته في وجه المؤامرات والتّحديات وما تعرّض له وأصحابه من صنوف الأذى والتّنكيل التي لم تفتّ من عزيمتهم في الصّمود والثّبات على دعوة تغلّلت في شغاف قلوبهم، وقد كان النّبي الكريم كأنّه قرآنًا يمشي على الأرض في خلقه وتعامله وحين سألت السّيدة عائشة رضي الله عنها عن خلق النّبي قالت كان خلقه القرآن، وهذا يعني أنّ النّبي الكريم قد اكتملت فيه الأخلاق حتّى صار قدوةً للمسلمين، فتعرف على ما هى أبرز شمائل النّبي الكريم عليه الصّلاة والسّلام :
- الرّحمة بالخلق، فقد كان النّبي الكريم مثالًا في الرّحمة بالإنسان فقد كان رحيمًا بهذه الأمّة، وفي ليلة الإسراء والمعراج وحين افترضت الصّلاة كانت في بداية الأمر خمسين صلاة حتى ظل النّبي الكريم يراجع ربّه جلّ وعلا حتّى خفّفها على الأمّة وأصبحت خمس صلوات، وقد تجلّت رحمته في مواطن كثيرة تعدّت الإنسان إلى الحيوان، وتروي كتب السّيرة قصّة الجمل الذي بكى حين رأى النّبي من بعيد، فاقترب منه النّبي وسمع منه شكواه بقلب رؤوم حنون، وأمر صاحبه بأن يرفق به ويطعمه.
- الأمانة، فقد كان النّبي صلّى الله عليه وسلّم أمينًا في دعوته، فلم يكتم منها شيئًا، كما كان أمينًا مع النّاس ومثلًا في ذلك حتى كان النّاس يستودعونه أماناتهم، وحين الهجرة كلّف سيّدنا علي ابن أبي طالب بأن يردّ الأمانات إلى أصحابها.
- التّسامح، فقد كان النّبي الكريم مثالًا في تسامحه مع من يسيء إليه، حتّى روي أنّ أعرابي جاء يطلب منه أن يؤدّي ثمن شيء فشدّه من قميصه حتى أثّرت على عاتقه، وعندما جاء عمر ليبطش بالأعرابي قال له بلسان المتسامح، أؤمرني يا عمر بحسن الأداء وأمره بحسن الطّلب.
وأخيرًا إذا أردنا أن نتكلّم عن شمائل النّبي فلن تسعها مجلدات تحتوي آلاف الصّفحات، صلوات الله وسلامه عليه.