قالى تعالى: "وإنك لعلى خلق عظيم". (سورة القلم: الآية 4)، هذا ما وصف الله عز وجل به رسوله الكريم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، خاتم الأنبياء، الصادق الأمين، قائد الأمة الإسلامية، والنبي الأمي الذي حرر الأمة من الجاهلية وعبادة الأصنام، حمل الرسالة وهو في الأربعين من عمره وتوفي في الثالثة والستين، صنع أمة إسلامية في ثلاث وعشرين سنة، وبقيت هذه الأمة حتى هذه اللحظة.
شمائل النبي صلى الله عليه وسلم
شمائله عليه الصلاة والسلام لا تعد ولا تحصى، ولن تكفينا المجلدات للحديث عنها، ولكن دعونا نتعرف على شمائله من خلال أصحابه.
- خليفة المسلمين الأول أبو بكر الصديق رضي الله عنه: سمي بالصديق لأنه كان يصدق الرسول عليه الصلاة والسلام على الدوام، وعندما بعث الرسول وحمل الرسالة كان أبو بكر من أوائل من آمن به وصدقه دون تردد أو تفكير لأنه يعرفه بأنه الصادق الأمين.
- زوجته أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما: كانت رضي عنها تقول عن الرسول صلى الله عليه وسلم: (كان خلق رسول الله القرآن)، كما ورد عنها عدة أقوال تذكر فيها كيف كانت أخلاقه، وذلك في عدة مواضع: كالتالي:
- تعامله مع زوجاته: كان عليه الصلاة والسلام مع نسائه لينا في تعامله معهن، كما كان دائم الابتسام والضحك معهن، وإكرامهن.
- تعامله مع الأطفال: كان الناس يحضرون إليه أطفالهم، حيث كان يدعو لهم ويحنكهم.
- رفقه بالحيوانات: كان يضع الإناء للهرة حتى تشرب.
- تعامله مع الناس: في حال علم الرسول عن أي شخص أمر ما، لم يكن عليه الصلاة والسلام يحرجه بما سمعه عنه، بل كان يقول له ورد أن أقوام يقولون أمرا، دون أن يحرج هذا الشخص ويشعره بأنه هو المقصود.
- قيام الليل: لقد غفر الله للرسول ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ومع ذلك كان يقوم الليل حتى تتشقق قدماه، وكان يقول: (أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا).
- الصحابي أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كما ورد عن الصحابي أنس بن مالك عدة أقواله يذكر فيها شمائل الرسول عليه الصلاة والسلام في تعامله معه ومع الناس، ومع أن الصحابي أنس بن مالك كان خادما للرسول إلا أنه لم يكن ينهره أو يطلب منه فعل أي شيء، كما ذكر بأن الرسول عليه الصلاة والسلام لا ينزع يده عن يد من يصافحه حتى ينزعها ذلك الشخص، وكان عليه الصلاة والسلام عند مروره يقوم بتأدية السلام إلى الأطفال، وقد ذكر أيضا بأن الرسول كان دائم الحض على الأمانة، وكان يقول: (لا إيمان لمن لا أمانة له).
شمائل الرسول حسب أقوال الصحابة
وردت عدة أقوال عن صحابته عليه الصلاة والسلام يذكرون فيها شمائله، كالتالي:
- لم يكن متكبرا فقد كان يمشي مع المسكين ومع أي شخص حتى يؤدي له ما يريد.
- كان يزور الناس في مناسباتهم في المرض والموت.
- عندما دخل على أصحابه قاموا له فقال لهم: (لا تقوموا كما يقوم الأعاجم يعظم بعضهم بعضا).
- كان يوصي دائما أصحابه بالضعفاء، بتكفلهم ومساعدتهم في المأكل والملبس.
وفي النهاية تأملوا معي حديث الصحابي أبو هريرة حيث قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا).