السيرة النبويّة
دأب المؤلّفون، والباحثون، وعلماء الدين على تناول جوانب حياة الرسول محمد –صلى الله عليه وسلم- وتبيينها للناس بما يعطيهم الأمل بغدٍ احسن وأفضل طالما بقوا مع الله تعالى، وبما يعطيهم أيضاً الفائدة والعبرة حيث إنّ حياة الرسول الأعظم غنيّة بالأحداث، وفيها العديد من الفوائد التي يمكن استخراجها والتي تعمل على إثراء حياة المسلم أيّاً كان موقعه بالحِكم والفوائد.
إنّ السيرة العطرة تعطينا فكرةً عن الصعوبات التي مرّ بها رسولنا الكريم هو ومن كان معه من المؤمنين؛ فالدّين لم ينتشر بهذه السهولة، إنما انتشر بعد مجهودٍ شاق بذله الرسول والصحابة الكرام.
أهمّ كتب السيرة النبويّة
ألّف المؤلفّون العديد من الكتب التي تتعلّق مواضيعها بالسيرة النبوية الشريفة؛ فهناك الكتابات الإسلاميّة في السيرة النبويّة التي استطاعت أن تغطّي كافة جوانب حياة الرسول الأعظم محمد –صلى الله عليه وسلم-، وهناك كتب أخرى كتبها غير المسلمين كان فيها نقدٌ لاذعٌ لشخصه الكريم؛ فجاءت بعض الكتابات من بعض العلماء والمفكّرين كردّ فعلٍ طبيعيّ على هذه الكتابات، وفيما يلي استعراض لأهمّ وأبرز كتب السيرة النبوية على الإطلاق:
- كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد: مؤلّف هذا الكتاب هو العالم المسلم ابن القيم الجوزية؛ حيث تناول في هذا المؤلَّف الضخم الّذي يتوزّع على خمسة مجلدات المواضيع الفقهية، ومواضيع التاريخ والسيرة النبويّة العطرة، وقد تناول فيه سيرة مغازي الرّسول الأعظم، وبيَّن فيه طريقة تعامله الشريفة مع كلّ من حوله فيما عرف بالهدي المصطفوي الشريف.
- كتاب سيرة ابن هشام: وضعه ابن اسحاق ورواه ابن هشام، ويعدّ مرجعاً رئيسياً في السيرة النبويّة الشريفة لكلّ المسلمين، ولا يكاد يخلو بيت يسكنه شخص مهتم بالتاريخ سواء كان مسلماً أم غير مسلم من هذا الكتاب. استطاع ابن هشام أن يهذّب سيرة ابن اسحاق -رحمهما الله-، ويختصر منها الشيء الكثير كالأشعار -على سبيل المثال-. وقد تناولت هذه السيرة تاريخ العرب قبل الإسلام منذ زمن إسماعيل وأبيه إبراهيم –عليهما السلام-.
- كتابا فقه السيرة لمحمّد سعيد البوطي، ومحمّد الغزالي: هما كتابان منفصلان يتشابهان في العنوان وفي المحتوى بشكلٍ تقريبي؛ حيث تناول كلٌّ من هذين الشيخين الجليلين -رحمهما الله- أحداث السيرة النبوية الشريفة وحاولا استنباط بعض الأحكام الفقهيّة والفوائد من خلال استعراضهما لأحداث السيرة.
هناك كتب أخرى عديدة لا تقلّ أهميّةً عمّا سبق ذكره، ومن أبرز هذه الكتب كتاب نبي الرّحمة للكاتب محمد ياقوت الّذي جاء رداً على كتاب اسمه نبي الخراب من تأليف كريك وينن، والروض الأنف في شرح سيرة ابن هشام لمؤلّفه السهيلي، والرحيق المختوم للمباركفوري، والشفا بتعريف ومعنى حقوق المصطفى للقاضي عياض، والعديد من الكتب الهامّة الأخرى.