إرسال الرسل
بعث الله عزوجل الأنبياء إلى البشرية ليخرجوهم من الظلمات إلى النور وليكونوا هدايةً ورحمة للبشر، فكلّ نبيّ بعثه الله جل وعلا إلى البشرية يحمل رسالة سماوية مكمّلة لغيره من الأنبياء، بدءاً من سيدنا آدم عليه السلام وانتهاءً بنبيّنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فقد كان محمد عليه الصلاة والسلام خاتم الأنبياء والمرسلين، ورسالته كانت خاتمة الرسالات السماوية، وقد تمّم بها الله عزوجل الأديان ومكارم الأخلاق، فكانت رسالة سيدنا محمد من أعظم الرسالات التي بعثت للبشرية، فقد آمن به الكثير الكثير من الناس دون أن يروه أو يعاصروه عليه الصلاة والسلام، لعظم رسالته ولمكارم أخلاقه، وفي مقالنا هذا سنسلّط الضوء على حياة رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، نسبه وميلاده.
نسب النبيّ صلى الله عليه وسلّم
في البداية لا بد لنا من التعرّف على نسب نبينا الكريم، وهو أبو القاسم محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر، وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان الذي ينتهي نسبه إلى سيدنا اسماعيل عليه السلام، وأمّه هي آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، وكانت جميع فروع قبيلة قريش تربطها بمحمد عليه الصلاة والسلام صلة قرابة، فقد اختاره الله سبحانه وتعالى من أزكى القبائل العربية وأشرفها.
تزوج عبدالله بن عبدالمطلب من آمنة بنت وهب عندما كان في الثامنة عشر من عمره، وعندمل حملت آمنة بسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام لشهرين سافر عبدالله برحلة للتجارة إلى الشام وتوفي هناك، وبعد أن انهى عليه الصلاة والسلام مدّة تسعة أشهر في بطن أمه جاء إلى هذه الدنيا ليملأها نوراً وضياءً، فقد ولد عليه الصلاة والسلام في يوم الإثنين الثامن (أو 9 أو 12 فقد اختلفت الروايات حول ذلك) من ربيع الأول من عام الفيل، ويوافق هذا اليوم تاريخ 20 أو 22 أبريل من عام 568 (ومنهم من قال أنّه في عام 569 أو 570 وقد اختلفت الروايات حول ذلك)، وتحتفل الأمة الإسلامية بالمولد النبوي الشريف في هذا التاريخ من كل عام، فهو ليس عيداً بالنسبة لهم بل هو فرحة تجتاح الأمة الإسلامية لميلاد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، ويعتبر الإحتفال وإقامة المهرجانات من البدع التي أدخلت إلى ديننا الحنيف، فمولد النبي صلى الله عليه وسلم مهماً في حياة كلّ مسلم ولكن لا يجوز إقامة الاحتفالات والموالد.