الإسراء والمعراج
تعدّ قصّة الإسراء والمعراج معجزة من معجزات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم التي منّ الله بها عليه كي يريه من عجائب قدرته تعالى وتثبيتاً لقلبه عليه السلام بعد أن جهر بدعوة الإسلام ابتداءً بمكة، كانت رحلة الإسراء والمعراج من مكة المكرمة إلى القدس (بيت المقدس) وهي رحلة كانت مختصّة للنبي صلى الله عليه وسلم حيث لم يسبق لنبي قبله أن قام بها.
أحداث الإسراء والمعراج
في إحدى الليالي بينما كان عليه السلام نائماً جاءه جبريل عليه السلام فهمز الرسول بقدمه فجلس النبي ولكنه لم يرَ شيئاً، ثمّ عاد إلى مضجعه ثمّ همزه مرّة أخرى فجلس فلم يرَ شيئاً فعاد إلى مضجعه فهمزه للمرة الثالثة فجلس فأخذه بيده فقام معه عليه السلام فخرج به إلى باب المسجد فوجد دابة بيضاء تشبه البغل والحمار يطلق عليها اسم البراق وهي نفس الدابة التي كانت تحمل الأنبياء من قبله فجلس عليها فانطلقت حتى وصلت بيت المقدس، كان هناك سيدنا إبراهيم، وموسى، وعيسى، فقام الرسول فأمّ بهم وصلى، تلك هي القصة الأولى وهي قصة الإسراء.
أمّا قصة المعراج فكانت عندما فرغ عليه السلام ممّا كان في بيت المقدس أصعده جبريل عليه حتى وصل إلى باب من أبواب السماء يطلق عليه اسم الحفظة عليه ملك من الملائكة اسمه إسماعيل فأدخله، ثمّ رأى آدم عليه السلام فسلّم عليه ثمّ رأى أناس يعذّبون ارتكبوا الزنا وأكلوا الربا وأموال اليتامى، ثمّ رأى باقي الأنبياء في السموات السبع الباقية وعندما وصل سدرة المنتهى هي آخر ما يمكن الوصول إليه في السماء ثم بعد ذلك انتهى إلى رب العالمين وفرض الله تعالى عليه خمسون صلاة كل يوم ولما مرّ على موسى بن عمران أخبره بأن يرجع إلى ربه كي يخفّف على أمته؛ لأنّ الصلاة ثقيلة عليهم فرجع الرسول فخفّف الله عنه عشراً، ثمّ رجع إلى موسى فأخبره فأمره بأن يرجع مرة أخرى وتكرّر ذلك إلى أن وصلت إلى خمس صلوات.
تاريخ حادثة الإسراء
كانت رحلة الإسراء والمعراج في منتصف السنة الثانية عشر ولقد استهزأت قريش بالنبي عليه السلام عندما أخبرهم برحلته، وقد أخبرنا الله تعالى عن الإسراء والمعراج في كتابه العزيز في سورة الإسراء بقوله: "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ".
اختلف العلماء فيما إذا كانت رحلته روحيّة أم جسديّة فمنهم من قال أنّها كانت بروحه أي روحيّة ومنهم من قال جسدية ومنهم من قال أنّها كانت روحيّة وجسديّة وهذا الرأي الذي اجتمع عليه معظم السلف.