يفتقد في ظلمات أحوال الأمّة المعاصرة حيث الضّعف والهوان قائدٌ عسكري مسلم فذّ هو صلاح الدّين الأيوبي الذي أعاد لأمّة الإسلام مجدها من بعد ضعفٍ وذلّه، فقد دوّنت إنجازاته وبطولاته بمدادٍ من ذهب على صفحات التّاريخ الإسلامي، فقد كان له الفضل في تحرير بيت المقدس من أيدي الصّليبين الذين جثموا على هذه الأرض المباركة ولمدّة تقارب 90 سنة شهدت أسوء المراحل التي مرّت على بيت المقدس، وقد كانت الكلمة الفصل في السّجال بين صلاح الدّين الأيوبي والصليبيّين في معركة حطين الخالدة في عام 1187 حيث مني الصّليبيّون بهزيمةٍ منكرة فرّوا بعدها على أعقابهم مذعورين خائفين يجرّون أذيال الهزيمة، وقد كان لصلاح الدّين الأيوبي دورٌ مهم في توحيد بلاد الشّام ومصر، كما أنهى حكم الدّولة الفاطمية العبيديّة وأعاد مصر إلى حضن الدّولة الإسلاميّة ومنهج أهل السّنة والجماعة .
وقد بني في عهد القائد المظفّر صلاح الدّين الأيوبي قلعةٌ مهيبة في القاهرة فوق جبل المقطم في موقع يسمى بقبه الهواء عام 1176 ميلادي، ولم يتم بناء هذه القلعة إلا في عهد السّلطان الكامل بن العادل خليفة صلاح الدّين الأيوبي والذي اتخذها مقرصا لحكمه وقد بقيت كذلك حتى عهد محمد علي باشا، وإنّ الموقع الذي بينت فيه قلعة صلاح الدّين الأيوبي لهو موقع استراتيجي حيث تطلّ على مدينتي القاهرة والفسطاط، كما تمّ حفر بئر ماء في القلعة يصل إلى 90 مترًا تحت الأرض ليكون معينًا للجنود إذا حوصروا وتقطّعت بهم السّبل، وهي قلعة حربيّة بكلّ المقاييس بسبب وقوعها على ربوةٍ مرتفعة عمّن حولها كما يمكن لساكنها الوصول وبكلّ سهولة إلى المدن حولها .
ويطلق النّاس اسم قلعة صلاح الدّين الأيوبي على قلعة أوعز صلاح الدّين إلى أحد قادته ويدعى عزّ الدين أسامة ببناءها في جبل بني عوف في محافظة عجلون في الأردن، وقد شيّدت هذا القلعة عام 1184 ميلادي حيث كان الغرض من بنائها أن تكون نقطة حماية لمن حولها من المدن والبلدات وكذلك الطّرق التّجارية التي كانت تطلّ عليها القلعة من اعتداءات الصّليبيين، وتأمين طريق الحجّ بين الشّام والجزيرة العربيّة .
أمّا القلعة الثّالثة والأخيرة التّي يطلق عليها اسم قلعة صلاح الدّين الأيوبي فهي في سوريا ويعود بناؤها إلى العصر الإغريقي، وقد بنيت على إحدى الجبال على السّاحل السّوري في محافظة اللاذقيّة وسمّيت باسم صلاح الدّين الأيوبي تيمّنًا به .