الدّولة الأُمويّة
من أحد أهمّ الدّول التي ظهرت في التّاريخ الإسلاميّ هيَ دولة بين أميّة المُلقّبة بدولة الأمويين نسبةً إليهم، وقد جاءت هذهِ الدّولة بعدَ انتهاء زمن حُكم الخُلفاء الرّاشدين عليهِم رضوانُ اللهِ تعالى، ومن يستطلع التّاريخ ويتصفّحهُ يجد أنَّ التاريخ لهُ صورٌ مُتكرّرة، وحكايةٌ لها بدايةٌ ولها نهايةٌ، فمن الجميل في دراسة التّاريخ أن نتّعظ بأحوال الدُنيا وننظر كيفَ هيَ تتداول بين أيدي الناس، فاليوم في أيدينا وغداً في أيدي غيرنا، وينطبقُ هذا الحال على الدّول التي انتهت وجاء غيرها. لكلّ دولة أسبابٌ للنّهوضِ وعواملٌ للانهيار والسُّقوط، وفي هذا المقال سنتحدّث عن ما هى اسباب انهيار وسُقوط الدّولة الأمويّة.
تاريخ الدّولة الأمويّة
كانت بداية الأمر حينَ نشأ النّزاعُ والاختلاف بين المُسلمين عَقب استشهادِ الخليفة الرّاشد عُثمان بن عفّان ذو النورين رضيَ الله عنهُ وأرضاه؛ حيث كانت حادثةُ مقتلِه فاجعةً للمُسلمين، تسبّبَ فيها شِرذمةٌ من الخوارج والمارقين من الدين، وكانَ - رضيَ الله عنه - من بني أميّة، فلمّا سمعَ والي الخليفة في الشام، وهوَ معاوية بن أبي سُفيان بمقتل عُثمان رضيَ الله عنه، فأراد الأخذَ بثأرِه، وكانَ رأيَ عليّ بن أبي طالب - كرّمَ الله وجههُ - التأنّي وانتظار نار الفتنة حتّى تخمد، فنشأ الاختلاف والاقتتال بين المُسلمين في عدّة مواقعَ منها صِفّين وغيرها، حتّى استقرَّ الحُكمُ بعدها لمُعاوية بن أبي سُفيانَ حينَ تنازلَ لهُ في الحُكم الحسن بن علي بن أبي طالب - رضيَ الله عنه - ، فكانَ مُعاوية - رضيَ الله عنه - أوّل خُلفاءِ بني أميّة، وذلك في العام 41 للهجرة.
خُلفاء بني أميّة
هُم على التّوالي: معاوية بن أبي سفيان، ويزيد بن مُعاوية، ومُعاوية بن يزيد، ومروان بن الحكم، وعبد الملك بن مروان، والوليد بن عبد الملك، وسُليمان بن عبد الملك، وعُمر بن عبد العزيز، ويزيد بن عبد الملك، وهشام بن عبد الملك، والوليد بن يزيد، ويزيد بن الوليد، ومروان بن مُحمّد بن مروان بن الحكم وهوَ آخر خُلفاء بني أميّة.
ما هى اسباب سُقوط بني أميّة
- البُعد عن تطبيق الشّريعة وخُصوصاً في أواخر فترة الحكم الأُمويّ، فقد اختلفت المعايير؛ حيث كانت الخلافة بالنّظام الوراثيّ وليسَ في اختيار الخلافةِ استناداً للشّورى والكفاءة، فهي ميراثٌ من الآباء إلى الأبناء.
- انغماسهم في الشّهوات، وهذا من أهمّ ما هى اسباب سُقوط الدّولة في آواخرِ عهدِها؛ فقد ظهرَ فيهم التّرف والميل إلى الدِّعة والاهتمام بالغناءِ كما وردَ في زمان يزيد بن عبد الملك، والوليد بن يزيد.
- انحرافهم عن المنهج الإصلاحيّ الذي انتهَجَهُ لهُم عُمر بن عبد العزيز - رضيَ الله عنه -؛ فقد سَنَّ عُمر بن عبد العزيز العدلَ وحاربَ الظُلمَ وعزلَ الوُلاةَ الظَّلَمَة. وكانَ هذا الظُلم الذي انتشر في بني أميّة من أحدِ أسبابِ السُّقوط.
- حُدوث الثّورات الانقلابيّة في جِسم الدّولة الأموية، مثل ثورة الحُسين بن عليّ - رضيَ الله عنه -، وثورة زيد بن عليّ بن الحُسين، وثورة الخوارج.
- ظُهور العصبيّة القبليّة داخل الدّولة الأمويّة، وخُصوصاً بين العرب القيسيّة والعرب اليمانيّة.
- ظُهور الدّعوة العباسيّة وانتشار دعوتِهم ومعاركِهم في خُراسان والكوفة، وهزيمة نصر بن سيّار، ومقتل مروان بن مُحمد آخر الخُلفاءِ الأُمويين كانَ السّبب الأخير في القضاءِ على الأُمويين وانتقال الحُكم إلى العباسيّين، حيث كانت آخر أيّام الدّولة الأمويّة في سنة 132 للهجرة.