الشخصية العنيدة
لقد خلقنا الله عزّ وجلّ شعوباً وقبائل مختلفي الألون والألسن والطبائع، ولقد تعدّدت أنماط وطبيعة الشخصيّة لدى البشر فمنهم الخشن ومنهم اللين الودود، ومنهم العنيد ومنهم المتردّد وهناك الشخصية الثرثارة والتي تدّعي المعرفة دائما وأيضاً الشخصية الخجولة وهناك أيضاً الشخصية القنوعة الراضية وخلافها الشخصيّة المتذمّرة كثيرة الشكوى، وغيرها.
سنتاول في هذا المقال إن شاء الله طبيعة الشخصيّة العنيدة وأبرز ما هى اسباب العناد وصفاته وكيفيّة التعامل مع الأشخاص ذي الطبيعة العنيدة.
إنّ الشخص العنيد هو الشخص الذي يتمسّك برأيه ويرفّض تقبّل الرأي الآخر ويصرّ على رأيه سواء كان حقاً أم باطلا أو صحيحاً أو خاطئاً ، وعادة ترفض هذه الشخصية الدخول في الحوارات لأنّها لا تقتنع بما لدى الآخر من آراء وتصرّ على أنّ رأيها هو الذي يجب أن يسود لا غيره.
صفات الشخصية العنيدة
يتصف الشخص العنيد عادة بعدة أمور منها:
- عادة ما يفتقر إلى الثقة بالنفس فتجده سلبياً في طرح آرائه.
- إنسان غير متجدد، فهو يرفض حتى الخيال.
- قاس في تعامله مع الآخرين وغالبا ما يترك أثراً سيئاً لديهم .
- يميل جداً إلى خلق الاعتراضات دائماً لأنّه متمسّك برأيه كأنه قانون ويطبقه.
- لا تجذبه الأفكار الجديدة.
ما هى اسباب عناد الأطفال
العناد سلوك موجود عند غالبية الناس بنسب متفاوتة يبدأ من الإصرار والتمسك على الموقف والرأي ويتفاقم إلى درجات أعلى بعدها، وحينما يصل إلى مرحلة تصلّب الرأي نطلق عليه صفة العناد، وهي صفة سلبيّة، وقد نرى العناد عند الكبار والصغار فمثلاً ينتشر جداً بين الأطفال ويعود ذلك إلى عدّة ما هى اسباب منه:
- محاولة الطفل إثبات ذاته بين أفراد العائلة.
- تقليد الطفل أبويه إن كان أحدهما معاندا ومعارضاً دائماً.
- بعض توجيهات وأوامر الآباء التي تتعارض مع واقع الطفل وظروفه كأن يطلبوا منه عدم إصدار صوت أثناء اللعب وهذا يتعارض مع واقع اللعب عنده.
ينبغي أن يُراعى الطفل العنيد جيداً حتى لا يتفاقم هذه السلوك لديه ويصبح طبيعة أساسيّة وثابته في شخصيته عندما يكبر، ولعل أهمّ ما يمكن التنبه له هو عدم امتثال الأبوين دائماً لمطالب الطفل نتيجة لعناده؛ لأنّهما يشجعانه بذلك على هذا السلوك ويصبح أسلوباً عنده لتحقيق رغباته، وبالمقابل يجب التعامل معه بهدوء ومدحه وتشجيعه إذا قام بفعل جيد وعدم نعته بالعنيد على مسمعه؛ لأنّ هذا يزيد من عناده.
== طريقة التعامل مع الشخص العنيد ==
بشكل عام فإن التعامل مع الشخص العنيد وخاصة الأطفال ليس بالأمر السهل ويمكن إدراج بعضاً من الطرق ووسائل للتعامل مع هذه الطبيعة فيما يلي :
- الاستماع إليه والتعرف على وجهة نظره جيداً وأشعره أّن رأيه مهم أيضاً في الحوار .
- محاولة معرفة الما هى اسباب الكامنة خلف هذه العناد، فذلك سوف يسهّل عمليّة الإقناع و ماسك والحوار معه.
- كن صبوراً ومرناً بالتعامل معه حتى لا يستخدم القسوة في فرض رأيه.
- استخدام أسلوب نعم، ولكن في الحوار معه؛ لأنّه بطبيعته سيكون متمسكاً برأيه صعباً في التعامل.
في بعض الأحيان تزداد شدة العناد عند الشخص لتصبح اعتلالا نفسياً وقد يؤثّر على حياته الخاصة والعامة.