جدول المحتويات
العناد
العناد ظاهرة معروفة في سلوك بعض الأطفال؛ حيث يرفض الطفل ما يؤمر به أو يصر على تصرف ما، ويتميز العناد بالإصرار وعدم التراجع حتى في حالة الإكراه، وهو من اضطرابات السلوك الشائعة، وقد يحدث لمدة وجيزة أو كصفة ثابتة في شخصية للطفل. يمكن للطفل العنيد أن يشكل تحديا للمربين، ولكن إذا قدمت له التربية بعناية فإنه ستصبح لديه دوافع ذاتية وتوجيه ذاتي، وطالما يقاوم الآباء الدافع إلى كسر إرادة هذا النوع من الأطفال فستعزز لديه الإرادة القوية وغالبا ما يصبح من القادة.
تربية الطفل العنيد
- تذكر أن الطفل قوي الإرادة يتعلم بالتجارب، هذا يعني أنه يجب أن يرى بنفسه إذا كان الموقد ساخنا مثلا، ومن الاحسن وأفضل السماح له بالتعلم من خلال التجربة، إلا إذا كنت قلقا عليه بشأن إصابة خطيرة، ويمكنك أن تتوقع أن طفلك قوي الإرادة يحب تجاوز الحدود مرارا وتكرارا، وهذه هي الطريقة التي يتعلم بها، وبمجرد أن تعرف ذلك، فإنه من الأسهل عليك التزام الهدوء.
- يريد طفلك قوي الإرادة إتقان الكثير من الأشياء لذلك عليك السماح له بتحمل المسؤولية لأكبر عدد ممكن من النشاطات الخاصة به، فلا تتذمر في وجهه لتنظيف أسنانه مثلا، أو تأمره بالشيء الذي يجب عليه أن يفعله قبل أن يغادر، ضع له قائمة صغيرة بالأشياء التي عليه أن يفعلها كل صباح، مثل: تناول الفطور، وتنظيف الأسنان، واستخدام المرحاض؛ فالطفل الذي يشعر بشكل أكثر بالاستقلالية والمسؤولية عن نفسه سوف تكون لديه حاجة أقل في أن تكون لديه معارضة، ناهيك عن أنه يحمل المسؤولية في وقت مبكر.
- امنح بعض الخيارات لطفلك، فإذا أعطيته أوامر فقط من المؤكد أنه سينزعج، أما إذا قدمت له بعض الخيارات، فسيشعر وكأنه سيد مصيره، بطبيعة الحال لا تقدم له الخيارات التي لا يمكنك أن تعيش معها، ولا تدع نفسك تشعر بالاستياء بتنازلك له عن السلطة الخاصة بك.
- لا تدفعه إلى معارضتك، فإن استعمال القوة مع البشر من جميع الأعمار يخلق دائما الاندفاع المرتد لديهم، فإذا كنت تأخذ موقفا جادا وسريعا، ستجعل الطفل يندفع إلى تحديك فقط لإثبات نقطته، عليك أن تميز الجدال عندما يكون أساسه صراعا على السلطة والفوز، وعليك في تلك اللحظة التوقف، وأن تأخذ نفسا عميقا، وأن تذكر نفسك أن انتصارك في معركة مع طفلك سيجعلك تخسر تعرف ما هو أهم: العلاقة.
- تجاوز عن خطوة السلطة، واسمح لطفلك بحفظ ماء وجه؛ لا يجب عليك إثبات أنك على حق. يمكنك وينبغي عليك وضع توقعات معقولة وتنفيذها، ولكن لا يجب عليك تحت أي ظرف من الظروف أن تحاول كسر إرادة طفلك، أو إجباره على الإذعان لوجة نظرك، فعليه أن يفعل ما تريده أنت، لكن لديه الحق أن تكون له آراؤه ومشاعره الخاصة حيال ذلك.
- الاستماع له؛ لأنك شخص كبير، قد تفترض أنك أعلم من طفلك، ولكن طفلك قوي الإرادة لديه إرادة قوية نتيجة لإحساسه بنفسه، ولأن لديه وجهة نظر تجعله باق على تصميمه، ولأنه يسعى لحماية شيء يبدو مهما له، وفقط من خلال الاستماع له بهدوء سوف تصل إلى فهم ما يجعله يعارضك.
- جعل الانضباط من خلال العلاقة، وليس أبدا من خلال العقاب؛ فالأطفال مثلنا جميعا لا يتعلمون عندما يكونون في وسط المعركة؛ فالأطفال يتصرفون لأنهم يريدون إرضاءنا، وكلما زادت معاقبتك لطفلك قلت رغبته في إرضائك، فإذا كان مستاء ساعده على الإفصاح عن سبب شعوره بالأذى أو الخوف أو خيبة الأمل.
- قدم له الاحترام والتعاطف؛ فالطفل قوي الإرادة يقاتل من أجل الاحترام، فإذا كنت تقدمه له، فإنه لا يحتاج للقتال من أجل حماية موقفه، ومثل الكبار، فإن شعوره بفهمك له يساعد كثيرا، فإذا كنت ترى وجهة نظره وتعتقد أنه على خطأ فإنه لا يزال بإمكنك أن توفر له التعاطف مقابل تأكيد التزامه بالحدود التي تريدها منه.