إيميسيا في اليونانية ، وتحوّلت إلى حمص عند العرب بعد الفتح الإسلامي ، حيث بنيت على نهر العاصي في سهل الغاب ، والتي تبعد عن دمشق العاصمة حوالي 162 كم ، هي ثالث أكبر محافظة في الجمهورية العربيّة السورية في عدد السكان بعد كلٍّ من دمشق وحلب ، وكونها في وسط سوريا فإنّها تشكّل العقدة الكبرى في المواصلات الذي أكسبها هذا الأمر مكاناً تجارياً هاماً .
ويشكّل نهر العاصي الذي يقسم مدينة حمص إلى قسمين ، الموقع الاجمل وافضل والشريان بالنسبة للمدينة .
تشتهر بمناخها المعتدل ، الذي يوفّر لها جواً مناسباً للتمتّع بالسياحة نتيجة لوجود الكثير من المواقع الأثريّة ، بدءاً من العصر الحجري حتى توالت عليها جميع الحضارات والأقوام ، حيث بناها في القرن الرابع قبل الميلاد السلوقيون ، واهتمت بها السلالة الحمصية التي حكمتها فترات طويلة حتى ازدهرت .
تشتهر حمص بقلعة الحصن التي تقع غرب مدينة حمص ، حيث اختيرت كواحدة من ( مواقع التراث العالمي ) لتكون محميّة من اليونيسكو وأيضاً تشتهر حمص بجامع خالد بن الوليد وهو أبرز المعالم الإسلاميّة ، الذي تحيط به الحدائق من كل جوانبه ، وقد بني عام 1908 في عهد عبد الحميد الثاني ، ويعدّ من أبرز الأبنية التي تحمل الطراز العثماني في سوريا .
تشتهر حمص بوفرة المعالم المسيحيّة ، وأشهرها هي كنيسة أمّ الزنار التي شيّدت في عام 59 م ، وتميّزت ببنائها تحت الأرض ، وتعتبر من أقدم الكنائس في العالم ، وبنيت فوقها كنيسة ثانية فوق الأرض ، وتشتهر بوجود زنار السيّدة مريم العذارء الذي كان بحوزة القديس توما ، وأيضاً هنالك كنيسة الأربعين شهيد القديمة جداً ، وأيضاً كنيسة مار إليان الحمصي الشهيرة ، وغيرها الكثير من الآثار المسيحيّة .
تشتهر حمص بأعلامها الذين خلّدهم التاريخ لما لهم من أثر عظيم ، كالبابا انكيتوس الذي كان بابا روما ، والإمبراطورة الرومانيّة جوليا دومنا ، والشاعر العباسي ديك الجن الحمصي ، وفي عصرنا الحالي لمع اسم الفيسلوف الطيب تيزيني ككاتب سوري .
في حمص أبواب أربعة قد أنشأت في العهد الروماني ، وهي ( باب الرستن ، باب الشام ، باب الجبل ، باب صغير ) ، وقد اضاف إليها العباسيين أبواب ثلاثة ليصبح مجموعها سبعة أبوابٍ ، إلاّ أنّ العثمانيون قد هدموها جميعها لما هى اسباب التوسّع في المدينة ولم يبقى إلاّ بابين هما ( باب التركمان ، الباب المسدود ) .
تشتهر حمص بكثرة ريفها ، حيث نجد أغلب قراها عبارة عن مصايف رائعة ، لا تغيب الخضرة عن سهولها وواديها ، وهي تعرف بـ ( وادي النصارى ) إذ معظم سكانه من المسيحيّين ، وتضم العديد من القلاع الأثريّة التي تعود لعصور قديمة وحضارات عديدة ، إذ تكاد لا تخلو إحداها من قلعة تكون بارزةً في مكانها وفي طريقة بنائها المميّزة .
شهرة حمص كبيرة جداً ، إذ نكاد لا نجد مجال إلاّ ولحمص الصدارة فيه ، وما المطبخ الحمصي المشهور بتنوّع أصنافه والذي يتميّز بذوقه العالي واللذيذ وخاصة الكبّة ( الكبّة الحمصيّة ) التي تنسب إلى هذه المدينة العريقة .