تشتهر فلسطين بكامل أرضها بالقداسة وروعة الطبيعة والمناظر الخلابة، وتشتهر بعادات أهلها التي تتنوع من منطقة لأخرى في داخل هذه البقعة الصغيرة المباركة فنرى تعدد اللهجات في داخل أرض فلسطين وتعدد العادات والطبائع ولكنهم يجتمعون جميعاً في الطيبة وحسن الخلق والكرم كما تلتقي جميع مناطق فلسطين بالقداسة والطبيعة الخلابة باختلاف التضاريس وتنوعها.
ومن المدن الكبرى في فلسطين والأكثر شهرة حتى على المستوى العالمي هي مدينة حيفا المحتلة من قبل الإحتلال الإسرائيلي والتي تقع إلى الجهة الشمالية الغربية من القدس على ساحل البحر المتوسط، وفي الوقت الحالي تعد حيفا من المدن المأهولة باليهود بكثرة بسبب الظلم الذي وقع على أهلها فيما بعد النكبة مما أدى إلى تهجيرهم من هذه الأرض الرائعة، وأظن أنّ هذا العذاب الذي وقع على أهلها كما وقع على جميع قد تجسد في رواية عائد إلى حيفا التي جسد فيها الأديب غسان كنفاني هذه المعاناة التي وقع فيها أهل فلسطين.
وإنّ من أشهر ما يميز حيفا هو ميناء حيفا وهو أحد الموانئ التاريخية والأكثر عراقة في فلسطين وحالياً يعد من أكبر الموانئ الواقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي الغاصب، وكان هذا الميناء ولا زال أحد أكثر الموانئ في فلسطين استقبالاً للسفن ففي الوقت الحالي يقدر عدد البضائع التي تمر في هذا الميناء بما يزيد على العشرين مليون طن سنوياً، وتشتهر حيفا أيضاً بلذة الأسماك التي يصطادها صيادوا حيفا ويكرمون بها الضيف عند قدومه إليهم.
وتعد حيفا أيضاً من المدن التي تشتهر بمعالمها السياحية المتأصلة في عراقتها والتي تشتهر بجمالها أيضاً وطبيعتها الخلابة مثل دير الكرمل وموقع البهائي ودير الفرنسيسكان والقناطر والتي هي عبارة عن بعض الآثار التي بقيت من مدينة حيفا القديمة والتي بناها الكتعاتيون أول من سكن حيفا، ومن المعالم الحديثة التي بناها الصهاينة في حيفا هي جامعة حيفا.
كما أنّ حيفا اشتهرت من قبل النكية بانتشار الثقافة والأدب والفنون فيها فأهل حيفا يحبون الطرب والموسيقى فقد انتشرت العديد من الأندية والحلقات الأدبية في حيفا فيما قبل النكبة والتي كانت تعمل على تعزيز اللغة العربية وتنشر الأدب والثقافة فحيف كانت ولا زالت منبعاً للثقافة في فلسكين ومركزاً لها وهذه الثقافة تعبر عن البيروقراطية التي تميز بها أهل حيفا عن باقي أهل فلسطين وقرب عاداتهم ولهجتهم أيضاً إلى لهجة وعادات أهل لبنان فغالباً يميز الفلسطينيون أهل حيفا من هذه اللهجة ومن طريقتهم الراقية في التعامل فمن لا يرى شخصاً من حيفا يظن للوهلة الأولى أنه لبناني الأصل.