مدينة الشوبك التاريخية ذات الحضارة والأرث الأثري الزاخر منذ العصور الحجرية التي تتمتع بمناظر وأطلال قديمة تسر ناظر الزائر , تقع هذه المدينة في لواء الشوبك جنوب المملكة الأردنية الهاشمية شمال غرب محافظة معان بمساحة تقارب 640 كيلومتر مربع بعدد سكان يقارب 15000 نسممة موزعة على 11 قرية أشهرها نجل والزبيرية والمقارعية والفيصلية .
تشتهر الشوبك بتاريخها العامر وقد أسست أول ناحية أدارية في الشوبك عام 1894 ميلادي كحامية عسكرية لمتصرفية الكرك ولم يتم فصلها كمدينة ومتصرفية لامركزية حتى عام 1996 ميلادي , أما تاريخ المدينة القديم المدون فيعود بداية تدوينه لعهد الفرس بعد إحتلالها منهم وبناء الحصن الفارسي , لكن رفعة ومجد المدينة بدأ بعد توسع دولة الأنباط التي أعطيت منطقة الشوبك أهمية وفائدة قصوى وأعادتها للواجهة بعد شبه الإندثار في أواخر العهد الفارسي , ثم جاء الفتح الإسلامي وضمها للبلاد الإسلامية .
الغزو الصليبي كان عهد جديد للشوبك فقد تحولت لمدينة صليبيبة وأسمها مونتريال أي الجبل الملكي وكانت تشكل مع الكرك الواجهة الأولى للتصدي للمسلمين في حال حصول هجوم من الحجاز جنوباً ومن مصر شرقا وجنوب غربي , ثم حررها صلاح الدين الأيوبي عام 1189 ميلادي وأصبحت مملكة إسلامية مع أن أغلب سكانها في تلك الفترة كان من المسيحيين واليهود , وتطورت المدينة لتصبح واجهة ضخمة مليئة بالمزارع والبساتين والمياه التي تضاهي روعة دمشق والقاهرة في ذلك الوقت , لكنها عادت للإندثار والإهمال بعد خضوعها للحكم العثماني في عام 1516 ميلادي وأصبحت قرية صغيرة مهددة بشكل دائم بهجمات من البدو ومن أشهر تلك الهجمات والمعارك التي دارت بين أهل الشوبك والبدو كانت في القرن السابع عشر والثامن عشر لكن أشرسها كان في بداية القرن التاسع عشر وقد سببت الهجمات بالإضافة للظروف المناخية بهجرات الكثير من أهلها للشام وفلسطين ومصر وشمال الأردن .
ظروف الشوبك عبر التاريخ ولدت عند سكانها وأهلها صفات يشتهرون بها كالدهاء والذكاء الدبلوماسي والتعايش مع التغيير وحتى أن مهاراتهم موجودة في تقمص الشخصيات واللهجات سواء مع البدو أو الفلاحيين أو أهل المدينة مما يسمح لتعايشهم في اى مكان , ويشتهر أبناء الشوبك بالزراعة وقد علمتهم الحروب والنزاعات الإهتمام بالمحاصيل والمزروعات وتعلموا طريقة تخزينها بطرق ووسائل علمية ممتازة , وأكثر ما تشتهر به مدينة الشوبك وقراها السياحة وحسن ضيافة السائح بالرغم من وجود معوقات تؤثر على الجانب السياحي في المدينة مثل ضعف الترويج للمدينة وضعف القطاع الفندقي وقطاع نقل السياح .