يعاني أغلب الطّلاب من مشكلة الحفظ و استرجاع المعلومات بسهولة وقت الحاجة ، و نجد أنّ العديد من التلاميذ يبذلون الجّهد وبشدّة لتحصيل أكبر قدر من المعلومات ، ولا يمكنهم استرجاع تلك المعلومات و الدّروس بسهولة وقت الإمتحانات ، بينما البعض الآخر لا يبذل أي مجهود يذكر في حفظ الدّروس و استرجاعها و الرّبط بين المعلومات . و يعود الأمر لطريقة عمل الذّاكرة التي تخذل الكثير من الذين لا يعلمون كيف يتعاملون مع الذهن . و فيما يلي سنحاول فهم الطريقة المثلى لحفظ الدروس بسرعة و سهولة للإستفادة من المعلومات وقت الحاجة .
بداية يجب أن تعرف أنّ سلامة الذهن هو حجر الأساس لكل العمليّات العقليّة ، و منها الحفظ و استرجاع المعلومات . و يكون الذّهن سليماً إذا حصل الجسم على كفايته من العناصر الغذائية ، و النّوم السّليم ، و عدم التعرّض للإرهاق البدني و التوتّر . تناول الأطعمة التي تحتوي على السكر البطئ كالنشويات ، و أكثر من تناول الأسماك المعلبة و الغنية بالأوميجا ثري ، و أكثر من تناول المكسرات و الزبيب ، و لا تنم أقل من ست ساعات متواصلة ، لكي تهيئ جسدك وذهنك لعمليات الحفظ . أيضاً عليك بممارسة رياضة مدة لا تقل عن نصف ساعة يومياً ، و يفضل في فترة الصباح ، لا تمارس رياضة عنيفة ترهق البدن ، بل رياضة تنشط جسمك و تحافظ على لياقتك و إنتباهك طوال اليوم ، لأن ممارسة الرياضة تؤدي إلى تنشيط الدورة الدموية و تصفية الذهن . كذلك ينصح بشرب كوب قهوة أو نسكافيه يومياً صباحاً ، و ذلك للمساعدة على تنشيط الذهن ، و لكن مع الحرص على عدم الإكثار من تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين . أيضاً احرص على أن تكون الوجبات قليلة الكمية حتى لا تشعر بالخمول .
و طريقة حفظ الدّروس بعد تهيئة الجسد و تصفية الذهن ستجدها من أسهل ما يكون ، عليك بقراءة الدّرس كاملاً أوّل مرة ، ثم تقسيمه إلى فقرات أو فصول إذا كان كبيراً ، بعد ذلك قراءة الفصول مرة ثانية بصوت مسموع كل فصل على حدة ، ومحاولة الربط في الذهن بين ما تقرأ ، و ما قرأت بشكل كامل أول مرة . بعد ذلك تأتي مرحلة الحفظ ، و ذلك بان تستخدم ورقة و قلم وتكتب العناصر التي تود حفظها و تقوم بتسميعها لنفسك دون الرجوع للكتاب ، و عند الحاجة قم بكتابة الشرح لكي تثبت المعلومة في ذهنك .