تركيا
تمتد أراضي الدولة التركية بين قارتي آسيا وقارة أوروبا، حيث إنّ 97% من هذه المساحة تقع في قارة آسيا والباقي يقع في قارة أوروبا، يفصل بينهما مضيقٌ مائيٌّ وهو مضيق البسفور، ويطلّ غرب تركيا على بحر إيجة، وجنوبها على البحر الأبيض المتوسط وقبرص، وشمالها على البحر الأسود.
يبلغ عدد سكان تركيا حوالي 72 مليون نسمةٍ حسب إحصاءات عام 2008 م، لذا تعدّ تركيا من الدول ذات الثقل السكاني في المنطقة، كما أنّ لها تاريخاً عريقاً، فقد كانت مركز الإمبراطورية العثمانية مترامية الأطراف.
جسر تركيا المعلق
تنقسم مدينة إسطنبول إلى قسمين، قسمٌ يقع في قارة آسيا والقسم الآخر في قارة أوروبا، ويفصل بينهما مضيقٌ مائي هو مضيق " البوسفور" وبسبب قصر المسافة بين ضفتي هذا المضيق فكّر الأتراك منذ القدم بإيجاد طريقٍ بريّ يصل تركيا بالقارة الأوروبية غير الطريق البحري، إلا أنّ هذه الأفكار أو الطموحات بقيت مجرد طموحاتٍ، ومن بين هذه الأفكار ما طرحه السلطان عبد الحميد الثاني إذ وضع تصوّراتٍ وتصاميم لعمل ممرٍ مائيّ تحت مياه مضيق البسفور يصل ما بين شطري المدينة.
جسر البسفور الأول
لتركيا مصلحةٌ وطنيةٌ بتسهيل عبور سكانها إلى القسم الأوروبي بطريقٍ غير الطريق البحريّ، وكانت الحكومات المتعاقبة على تركيا تدرك هذه المصلحة وتدرس جميع الخيارات حتى جاء يوم 20 شباط من عام 1970م وقررت الحكومة التركية إنشاء جسرٍ معلقٍ يصل ما بين ضفتي خليج البسفور يربط جزئي مدينة إسطنبول الآسيوي بالجزء الأوروبي.
بوشر بتنفيذ المشروع بعد عمل الدراسات الفنية لهذا الجسر لتوفير عنصر السلامة العامة، وبعد عامين من بدء العمل تم افتتاح هذا المشروع الذي اختصر المسافات بين شطري مدينة إسطنبول وتحقق الحلم القديم وأصبح من السهل التواصل ما بين أبناء المدينة الواحدة.
يبلغ طول هذا الجسر1560م بعرض 33م، ويسمح بمرور عدد كبير من السيارات، حيث قدّر عدد السيارات التي تمر من فوق هذا الجسر بحوالي 200 ألف سيارةٍ في اليوم الواحد بحمولة 600 ألف شخصٍ.
إلا أنّه مع تزايد أعداد السكان في تركيا أصبح هذا الجسر لا يفي بالحاجة، فقامت الحكومة التركية بإنشاء جسرٍ آخر وبنفس طريقة بناء الجسر الأول يكون موازياً له أطلق عليه اسم " جسر السلطان محمد الفاتح" الذي فتح إسطنبول في عام 1453م وقد تم افتتاح هذا الجسر في عام 1988م.
تقوم الحكومة التركية حالياً على إنشاء جسرٍ ثالثٍ يتكون من طابقين، طابق للسيارات وطابق آخر للقطار السريع وأطلق على هذا الجسر اسم " السلطان سليم الأول".