عمل المرأة
بعد أن تحرّرنا من التّفكير الجاهلي، وارتقينا بأفكارنا ومعتقداتنا، أخذت المرأة مكانها الصّحيح والمناسب في المجتمع، وأُعطيت حقوقها بشكلٍ جعلها تعيش بحرية أكثر، وتتطلّع إلى عيشٍ كريمٍ، بتحقيق أحلامها والوصول إلى أهدافها بما لا يخالف شعائر الله سبحانه وتعالى.
لعبت المرأة أدواراً تاريخيّةً مهمّة، وخدمت المجتمعات بصورةٍ لم يستطع الرّجل القيام بها، لأنّ الله سبحانه وتعالى ميّزها عن الرّجل بالحنان والعطف، واللّذين يُعتبران من الأمور الواجب توافرهما للقيام بالوظائف والأعمال على أكمل وجه.
الآثار الإيجابية لعمل المرأة
لكلّ ظاهرةٍ اجتماعيّة آثارٌ سلبيّة وإيجابيّة، فعمل المرأة مثلاً يترتّب عليه من الآثار الإيجابيّة ما يلي:
- تجد المرأة في مكان عملها متنفّساً ومكاناً للرّاحة من الضّغوط المنزليّة، ممّا يحسّن من نفسيّتها ومن تعاملها مع زوجها وأولادها.
- تشعر المرأة بالرّضا بالنّفس وتزداد ثقتها بقدراتها، عندما تسعى وراء تحقيق هدفها من خلال القيام بوظيفتها، فتجدها أسعدَ وأحبّ للحياة، مما ينعكس إيجاباً على جوّ المنزل.
- تشعر المرأة عندما تتعب وتشقى لكسب الرّزق، بتعب زوجها أو والدها، ممّا يجعلها تقدّر تصرّفاته وردّات فعله، وتقدّر حرصه على الحفاظ على المال، ويجعلها تسعى للاقتصاد المنزلي.
- أطفال المرأة العاملة يكونون أكثر ثقةً بأنفسهم، ويحاولون المشي على خطى والديهم لكسب عيشهم ورزقهم من تعبهم، كما وينعدم لديهم مفهوم وتعريف ومعنى التّمييز الجنسي، ويكونون واعيين أكثر عند التّعامل مع الجنس الآخر.
الآثار السّلبيّة لعمل المرأة
- يصعُب عليها إيجاد الوقت اللّازم للعناية بأبنائها وإعطائهم من الحبّ والحنان ما يحتاجونه.
- قد تنعكس الأحداث السّلبيّة الّتي تحصل مع المرأة في مكان عملها على المنزل، فمثلاً قد تُصاب بالإحباط لكون رئيس عملها منح ترقيةً لشخصٍ آخر بدلاً منها، ممّا قد يدفعها إلى التّنفيس عن غضبها وإحباطها في منزلها، خالقةً جوّاً سائداً بالسّلبيّة والتّوتّر.
- قد يشعر زوج المرأة العاملة بالإهمال، نظراً لانشغال زوجته بوظيفتها، وقد تنشغل كذلك عن تلبية طلباته من طعامٍ وترتيبٍ للمنزل وحب.
- قد تتأثّر سمعة المرأة العاملة عند اختلاطها مع الرّجال في مكان عملها، فمجتمعنا مليءٌ بضعاف النّفوس محبّي قذف المحصنات.
- قد يؤثّر عمل المرأة على صحّتها، فتجد المرأة العاملة تبدو أكبر من عمرها نظراً لتعرّضها اليومي لضغوطات العمل.
أمور على المرأة مراعاتها عند العمل
معروفٌ عن المرأة المسلمة عفّتها وطهارتها، والّتي تسعى جاهدة للحفاظ عليها خلال حياتها، والأمر ينطبق على مكان وظيفتها كذلك، فعلى المرأة المسلمة أن تراعي دينها وتقاليد مجتمعها عند خروجها للعمل، من خلال:
- ارتدائها لملابس مطابقة للتّعاليم الإسلاميّة، بأن تكون ساترةً للعورة وفضفاضةً وغير مشفّة.
- حرصها الزّائد عند التّعامل مع الجنس الآخر، بأن تلتزم بالأدب وتبتعد عن التّغنّج والمصاحبة.
- اتّقائها الله عند عملها، بحيث تكون صادقةً ومخلصةً وأمينة.
- تأكّدها من توفير الوقت اللّازم لزوجها ومنزلها وأولادها.