الطلاق
قد يلجأ الزوجان إلى الطلاق نتيجةً للمشاكل وعيوب أو الظروف التي جعلت من حياتهم معاً أمراً مستحيلاً، ومما لا شك فيه أن الطلاق هو ليس بالأمر السهل على كلا الطرفين بحيث يتأثر كلاهما به بشكل مباشر وسلبي، فهو أبغض الحلال عند الله تعالى، ويكون الأمر أكثر صعوبة في حال كان عند الزوجين أطفال، فيكون هؤلاء الأطفال أكثر عرضةً من غيرهم للتأثر النفسي والسلوكي، بحيث إنّ الطفل يحتاج إلى أسرة سليمة وغير مفكّكة حتى ينمو بالشكل السليم والصحّي، فتعرف ما هو تأثير ونتائج الطلاق على الأطفال؟ وكيف يمكن التخفيف وانقاص من حدة الأمر؟
تأثير ونتائج الطلاق على الأطفال
- عدم شعور الطفل بالجو الأسري ممّا يسبّب له العديد من المشاكل وعيوب النفسيّة، وخاصةً عندما يرى أصدقاءه يعيشون حياةً طبيعيّة مع كلا الوالدين، وهو يعيش مع أحدهم ويفتقد للآخر.
- الشعور بنقص الاهتمام من قبل الوالدين، والإحساس الدائم بالقلق من أن يتخلّى أحدهم عنهم وأن لا يعاودوا الاهتمام بهم وباحتياجاتهم العاطفية والتربوية، وبشكل خاص عندما تكون هنالك عداوة بين الأب والأم وملء كل طرف منهم رؤوس الأطفال بالحديث السيء عن الطرف الآخر وبأنه لا يحبه ولا يهتم به.
- قد يصبح الطفل عدائياً اتجاه أحد والديه أو كليهما، مما يعرضهم للإصابة بالاكتئاب والإحباط الشديدين.
- حدوث مشاكل وعيوب في بعض العادات اليومية للطفل كالنوم وتناول الطعام، بحيث يصبح غير قادراً على النوم بشكل صحي، وغير قابلاً لتناول الطعام نتيجةً للتفكير الدائم بمشكلة والديه، أو بالطرف الذي لا يعيش معه حالياً.
- حدوث مضاعفات سيئة على عملية النمو الطبيعي للطفل سواء كان النمو الجسدي أو السلوكي والعاطفي، فيمكن أن تتأخر مرحلة النضج لدى الطفل ويستمر بالتصرف بشكل غير لائق، وقد تواجهه بعض المشاكل وعيوب كالتبول اللاإرادي، وهذا ينتج عن شعور الطفل بعدم محبة والديه له، وعدم اهتمامهم به.
- شعور الأطفال بالذنب في حال كان الطلاق له علاقة بهم، فيشعرون بالذنب نتيجة تصرفاتهم غير الصحيحة، وخصوصاً في حال تمّ الطلاق نتيجةً لخلاف الزوجين على أمور التقصير في مسؤولياتهم اتجاه الأطفال، أو عدم مقدرتهم على تلبية احتياجاتهم.
- الشعور بعدم الرغبة برؤية أحد الوالدين وخصوصاً الذي تركهم، وتكوين مشاعر سلبية تجاهه بسبب عدم اهتمامه بهم، وولاء الطفل لطرف واحد منهم.
- اتباعهم سلوكيات غير سليمة كالكذب، والخداع، والكره، بالإضافة إلى تراجع الرغبة بتكوين العلاقات الاجتماعية، والتراجع في المستوى العقلي والتحصيل الدراسي.
- الزيادة بنسبة تعرضهم للأمراض وهذا بسبب التأثير ونتائج النفسي على مناعتهم.
يجب على الوالدين المطلقين التحدث مع أطفالهما بشكل صريح، والتأكيد عليهم بأنّهم سيظلون يحبونهم مهما حصل، ويجب أن يهتم كلاهما بقضاء الوقت مع الأطفال وعدم الانشغال عنهم، والاهتمام برأيهم حول موضوع الطلاق مع محاولة تفسير الما هى اسباب بشكل غير عدائي وبشكل مقنع، عدم الإكثار من التغييرات في حياة الأطفال كأن يبقون في نفس البيت وأن يزورهم الطرف الآخر بشكل شبه يومي والجلوس معهم والتحدث عن مشاكلهم ورغباتهم، واتفاق الوالدين على كافة الأمور المتعلقة بأطفالهم سيجنّبهم العديد من المشاكل وعيوب ويجعلهم يسيطرون على وضعهم، ويجب متابعة سلوك الأطفال بشكل دائم وتعديل السلوك السيئ بشكل فوري وبمساعدة كلا الوالدين.