التلفزيون والأطفال
التلفزيون وسيلة إعلامية مرئية، ويشكل نقطة جذب كبيرة للأطفال وذلك لأنهم يسعون بشكل كبير للإطلاع، واكتشاف ما يدور حولهم من أمور وأحداث، وللتلفزيون دور كبير في تعليم الأطفال العديد من المهارات والمعارف، والثقافات المختلفة، كما أنه يساعده على صقل شخصيته، ولكن بالنظر والتفكير الدقيقين، لكنه يؤثر بشكل سلبيّ على الطفل، وتعّد سلبياته عليه أكبر بكثير من إيجابياته.
تأثير ونتائج التلفزيون على الأطفال
ضعف وإفساد اللغة العربية لدى الطفل أفلام الكرتون والأناشيد المخصصة للأطفال، غالباً ما تكون بلغة عربية هشة، أو أن تكون بلهجة البلد المنشئ لها، وذلك بسبب إهمال المنتجين للغة العربية الفصحى، وبالتالي انحراف قدرة الطفل في نطق الأحرف والكلمات وعبارات بالشكل الصحيح والسليم، ومن الممكن أن يواجه صعوبة في تعلم مردافات اللغة العربية الفصحى.
نشوء مشاكل وعيوب جسدية ونفسية مواجهة الطفل للتلفزيون لمدة طويلة تسبب له العديد من المشاكل وعيوب الصحية، مثل الترهلات والسمنة، وآلام في كل من الظهر والمفاصل، بالإضافة إلى الإشعاعات المنبعثة به، والتي تؤثر بشكل كبير على قوة النظر لديهم، بالإضافة إلى العديد من المشاكل وعيوب النفسية مثل الاكتئاب، والقلق، والشيخوخة المبكرة، وتجدر الإشارة إلى أن مدى قوة هذه المشاكل وعيوب تعتمد على قرب وبعد الطفل عن التلفزيون والمدة التي يقضيها أمامه.
نشوء الشك في نفس الطفل مشاهدة الطفل لأفلام العنف، تتشكل لديه نظرة سلبية عن الأهل والأقارب، وينزرع في قلبه شعور الشك، وتتقطع عنده حبال حسن الظن بالأهل، وقد تنمو لديه مشاعر الكراهية لمن يحيط به، كما يبدأ بتطبع طباع الاستبداد والعنف، وفي هذه الحالة يفشل الوالدان في تحقيق أهم أهداف التربية لدى طفلهم، وهو هدف الثقة بالنفس وإبعاد مشاعر سوء الظن والشك عنه.
ضياع الوقت وإهداره فيما لا ينفع غالباً ما تعرض شاشات التلفاز برامج تسحر عقل الطفل، وتجذبه لمشاهدها لأطول فترة ممكنة، وبذلك يضيع الطفل العديد من الساعات في مشاهدة قصص خيالية، وبرامج لا قيمة لها، وبالتالي يتعودون على إضاعة الوقت بلا فائدة، بدلاً من تربيته على استغلال وقته بالأعمال المفيدة وتنمية المدارك والمعارف لديه، لأن كل إنسان سيحاسب في المستقبل عن وقته فيما أمضاه.
زيادة نسبة الخوف مشاهدة الطفل للمشاهد المرعبة على التلفاز مثل الحيوانات المفترسة والدماء، والجرحى والقتل والأشباح وغيرها، تولد لديه الشعور بالخوف من أقل الأمور، وبصورة متكررة، وبالتالي يفقد الطفل شعوره بالأمان الذي هو حق من حقوقه الأساسية، كما أن جلوس الطفل بشكل مفرط أمام التلفزيون تجعليه يميل إلى ما يعرض بها هي أمور طبيعية وواقية، ومن الممكن أن يتعرض لها بيوم من الأيام، وهذه الأمور تشكل لديه الشخصية الإزداوحية، وتربي الصفات السلبية المنبوذة مثل الكراهية والبغضاء والحقد وحب الانتقام.